معجم المصطلحات الكبير
أبو محمد أحمد بن أعثم الأزدي
الشيعانية

۞ أبو محمد أحمد بن أعثم الأزدي الكوفي (توفي بعد سنة 320)، مؤرّخ شيعي، وكتابه من أوسع ما كتب في الفتوح، كما فصّل أخبار حركة الردّة، وقد اعتمد مصادر مفقودة، وترقى أسانيده -التي حفظتها نسخة خدا بخش- إلى عروة بن الزبير (توفي سنة 93)، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (توفي سنة 123)، ويزيد بن رومان الأسدي (توفي سنة 130)، ومحمد بن إسحاق (151)، ومحمد بن عمر الواقدي (توفي سنة 207)، ويبدو أنّه يجعل رواية الواقدي هي الأساس في أخبار الردّة، ثمّ يضيف إليها من مصادر أخرى، لا سيّما في المواعظ والأشعار. كما أفاد من روايات أبي مخنف لوط بن يحيى، وهشام بن الكلبي، وعلي بن محمد المدائني (توفي سنة 225). تبدو عناية ابن أعثم بالشعر من كثرة إيراده في كتابه، وقد ساعد على هذا المنحى أنّ ابن أعثم كان شاعرا، وكذلك عُني بسرد الخطب والرسائل المتبادلة، حيث ينفرد بمادّة أدبية واسعة. ساعد منهجه في حذف الأسانيد، وسوق الأراجيز والخطب على لسان الأبطال مباشرة على رسم الصورة الملحمية الكاملة، وسوق الأراجيز والخطب على لسان الأبطال مباشرة على رسم الصورة الملحمية الكاملة، واعتاد الأسلوب القصصي المتسلسل. (عصر الخلافة الراشدة، أكرم ضياء العُمري).

۞ أحمد (بن محمّد بن علي) بن أعثم الكوفي، وقيل: بل محمّد بن علي. مؤرّخ شيعي متعصّب، من أهل الكوفة، لم تذكر لنا المراجع شيئا عن سيرته وحياته، فلا يُعرف تاريخ مولده، ولا شيوخه، ولا تلاميذه، والغالبية العظمى من كتب الرجال قد أغفلت ذكره، ولم تُشر إليه من قريب أو بعيد، باستثناء بضعة أسطر ذكرها عنه صاحب معجم الأدباء، وتابعه فيها ابن حجر العسقلاني، اتّفقا فيها على أنّ الرجل عند أهل الحديث ضعيف، ولم يُنسب إلى قوم بعينهم؛ فلا يُعرف إلى أية أصول عربية ينتمي ابن أعثم. يبدو أنّ ابن أعثم هذا كان شاعرا، فقد نُسب إلى أبي الحسين بن أحمد السَّلامي البيهقي قوله: أنشدني ابن أعثم الكوفي، قال:

  • إذا اعتذر الصديقُ إليك يوما ⁂ من التقصير عُذْر أخٍ مُقرٍّ
  • فصُنْهُ عن جفائك وأرضَ عنه ⁂ فإنّ الصفحَ شيمة كلّ حرٍّ

من مؤلّفات ابن أعثم :

كتاب الفتوح : وهو أكبر مؤلّفاته وأهمّها، أرّخ فيه إلى عصر هارون الرشيد، وترجع الغاية من تأليف هذا الكتاب إلى الانتصار للدين الشيعي، والتشنيع بالمعارضين له جميعا، لا سيّما بنو أميّة وبنو العبّاس. يعتبر كتاب الفتوح نوعا من التاريخ القصصي، الذي اُستعملت فيه الرؤى والهواتف مصدرا لأخباره، وهو كتاب يندر فيه الإسناد؛ إذ قلّما يَسْنُد فيه مُؤلِّفُه الأخبار والنصوص إلى مصادرها التي تلقّاها أو نقل عنها، ومن ذلك ما نسبه من الأشعار إلى شعراء مجاهيل. لغة ابن أعثم في كتاب الفتوح ركيكة الأسلوب، ضعيفة البيان، وهو يميل إلى الإسهاب والسجع المتكلّف، وهذا ما يجعل الكتاب يختلف اختلافا بيّنا في لغته وأسلوبه عن المعهود في القرنين الثالث والرابع. وقد تطرّق في كتابه إلى ذكر أشياء ليست من الفتوح في شيء، مثل حديثه عن سقيفة بني ساعدة، والفتنة التي اشتعلت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه، وقد تطاول ابن أعثم في كتابه على الصحابة الأجلاّء، فحاول تشويه شخصياتهم، ومثال ذلك موقفه من عثمان، وخالد بن الوليد، وعكرمة بن أبي جهل، رضي الله عنهم جميعا. تُرجم كتاب «الفتوح» سنة 596 للصدر «أفتاخار أكابر خوارزم»، وطبعت هذه الترجمة في مدينة بومباي بالهند سنة 1270، كما نشر الكتاب عن مخطوطة العربي في دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن بالهند، في الفترة من سنة 1388 إلى سنة 1395، وقد جاء الكتاب في ثمانية أجزاء. من مؤلّفات ابن أعثم أيضا كتاب «التاريخ»، وقد حدّد ياقوت الفترة الزمنية التي تناولها، من أوّل دولة المأمون إلى آخر دولة المقتدر؛ أي إلى سنة 320، وقيل: إنّ هذا الكتاب كان ذيلا عن كتابه الأوّل. اختلف المؤرّخون في سنة وفاة ابن أعثم، فقيل سنة 314، وقيل بعد 320، وهي السنة التي توقّف عندها عن كتابة التاريخ. (دائرة سفير للمعارف الإسلامية).

مراجع

  • عصر الخلافة الراشدة. الربيز: أكرم ضياء العُمري. مكتبة العبيكان، 1430، 2009م. الرياض، المملكة العربية السعودية.
  • دائرة سفير للمعارف الإسلامية موسوعة حرف الألف. شركة سفير، 1998م.