وظيفة الإنسان أو مكانته في موقف كدور الأب والطبيب والقائد والداعية، وهو الجانب الحركي للمركز، أو هو كيفية التمتّع بالحقوق وتحمّل الواجبات التي يمنحها المركز أو يفرضها، والدور من ناحية البناء الاجتماعي هو وضع اجتماعي ترتبط به مجموعة من الخصائص الشخصية، ومجموعة من ضروب النشاط التي يعزو إليها القائم بها والمجتمع معا قيمة معيّنة، ومن ناحية التفاعل الاجتماعي يكون الدور سياقا مؤلّفا من مجموعة من الأفعال المكتسبة يؤدّيها شخص في موقف تفاعل اجتماعي، ودور الشخص مرتبط بأدوار الآخرين فأيّما تغيّر يحدث فيها، يحدث تغيّر فيه، كما أن طريقة تحديد دور الفرد تختلف باختلاف نمط الجماعة، ففي الجماعات المستقرّة والمحدّدة حضاريا كالأسرة يجد الفرد دوره محدّدا في الكثير من تفاصيله، أمّا في الجماعات العابرة كجماعات الأصدقاء فإنّ دور الفرد يتحدّد من خلال تفاعلاته مع الأفراد الآخرين، وتتدخّل خصائص الشخصية في تحديده بدرجة ملحوظة.

الدور في اللغة هو عود الشيء إلى ما كان عليه، إلاّ أنّ استعماله في علم الاجتماع قد اُستعير من المجال المسرحي، ويدلّ على النصّ والأداء المتلازمين، وبعد توزيع الأدوار على الممثّلين يتحوّل الدور إلى شخصية مسرحية بحدّ ذاتها، كالشهم، والشرير، والطيّب، أو الأب، والزوج، والزوجة. وقد ارتبط الدور في العمل المسرحي من جهة معنى النَّوْبة، لأنّ كلّ ممثّل مسرحي يتناوب مع غيره في الظهور على خشبة المسرح.