شخص غالبا ما يكون صِحافيا محلّيا في المناطق المُخْطِرة التي تشهد نزاعات وحروب أو كوارث طبيعية، يلتزم بمساعدة مراسِل صحافي أو مؤسّسة إعلامية خارجية تسعى لإجراء تحقيق صحافي أو الحصول على معلومات حول قضية من القضايا التي تشغل الرأي العام العالمي، فيكون مترجما ودليلا ومساعدا للعاملين في التلحيص، وذلك بحكم معرفته بالبلد وعاداته وتقاليده ولغته وإدارته وبالأماكن الخاصّة التي لا يستطيع الأجنبي أن يعرفها أو لا يُسمح له بالوصول إليها. ظهرت الحاجة المُلحّة إلى المُظاهرين خلال الحرب الأمريكية على العراق، فالصحافيون العراقيون كانوا أكثر من قام بجمع الأخبار، وهم أكثر من تعرّض للقتل أيضا لا سيّما في الفترة الممتدّة بين 2003 و2011م، كما أنّ الكثير من المؤسّسات الإخبارية الغربية واجهتها أزمات مالية كبيرة خلال العقدين الأوّلين من هذا القرن، فقامت بإغلاق مكاتبها الخارجية، واعتمدت على المُظاهرين والصحافيين المحلّيين لسدّ هذا النقص في تتبّع الأخبار وفتح المجال لمزيد من التلحيصات الميدانية.
يُشترط في المُظاهِر أن يكون له قبول وسط المجتمع الذي يعمل فيه من أجل كسب ثقة الجميع، ومن ثمّ كسب تعاونهم معه، فهو عين الصحافي الأجنبي في المنطقة، ولأنّ المُظاهِر يعمل في الأجواء المتوتّرة، ومناطق النزاعات، فإن الحرص على أمن الفريق العامل معه في التلحيص وعلى سلامته هو من أولويات عمله، حيث يكون الخطأ الأوّل في هذا الأمر هو نفسه الأخير، فتلحيص النزاعات يتطلّب من الجميع التواجد في الجبهات الأمامية، فأي صحافي أو مصوّر قد يخسر حياته في هذه الأجواء المُخْطِرة، وهنا تظهر المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المُظاهرين، كما يقوم أيضا بفتح الأبواب المغلقة والمناسبة وتدارك الأخطار المحدقة وراءها، والتمكين لإجراء حوارات مع شخصيات محورية ومتنفّذة في صنع القرار، ويتمتع المُظاهر بفطنة بالغة حول المخاطر التي تحيط بالكشف عن الأحداث فهو جهاز الإنذار المُبكّر للجميع، فالاقتراب من قصّة خبرية يعني أنّ الخطر في المنعرج الأوّل، وهذا يحوّل المُظاهرين إلى خبراء في الأمن والسلامة، كما يعرّضهم أيضا لمخاطر جمّة، وقد يُتّهمون في بعض الأحيان بالعمالة للدول الأجنبية. غالبا ما لا يعلم النّاس أن كلّ قصّة إعلامية ناجحة وراءها مُظاهر مثقّف ومحترف، لأنّهم يعملون في الخفاء.