العالم المعتوه، شخصية كلاسيكية في المَخالة، والخيال العلمي، أو أدب المغامرة، وفي الرستمة. يقوم بدور رئيس الأشرار، أو أحد أتباع الشرير، وهو جِبَري (دكتاتور) طموح، أو ببساطة عبقري غير واع وأسيء فهمه، يتميز العالم المعتوه بشخصية لا تُطاق وبغرابة الأطوار، أو بتجاربه السخيفة، مثل إحيائه للجثث المجمّدة، أو إعادة إحياء الوحوش الأسطورية، أو خلق وحوش مخيفة. العديد من مبادراته تُغْرِق العالم دائما في حالة من الذعر. في قَلِيد (فلم) من أكثر الأقلدة سخافة، يموت العالِم المعتوه في الكثير الغالب (ولكن ليس دائما) نتيجة لتجاربه، أو على يد مخلوق صنعه بنفسه، «بيلا لوغوسي» Bela Lugosi في قليد «عروس الوحش» the monster's bride للمخرج «إد وود» Ed Wood هو النموذج الأصلي للعالم المعتوه.

ظهر العالم المعتوه في أدب القرن الثامن عشر الميلادي، على سبيل المثال: في رحلات غاليفر Gulliver لجوناثان سويفت Jonathan Swift، حيث فقد علماء جزيرة لابوتا Laputa عقولهم واتصالهم بالواقع. في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، ظهر فيكتور فرانكنشتاين Frankenstein، الذي اخترعته ماري شيلي Mary Shelley، وهو عالم معتوه، صنع مخلوقا عجيبا تخلّق باسم العلم والقليل من الحيطة والحذر على شكل وحش. نجد في الرستمة «ليكس لوثر» lex luthor، العدو الأوّل لسوبرمان، وهو الذي حاول استنساخ الفتى الخارق (سوبر بوي اسم سوبرمان حين كان شابّا)، وهو الذي صنع بيزارو بواسطة آلة النسخ التي اخترعها ليصنع بها نقيضا لسوبرمان فيساعده في القضاء عليه. «جيرارد شوجال» gerard shugel المعروف باسم «أُولترا هومانايت» ultra-Humanite عالم يحترمه الذين من حوله، وقد وجد طريقة للولوج إلى أذهان الأشخاص الآخرين، يتحوّل إلى حِبْن (غوريلاّ) مُصاب بالمَهَق. وأيضا الطبيب «فكتور فون دووم» doctor Victor Von Doom الذي يقاتل الرائعين الأربعة.

ترسّخ مفهوم عَتاهية العلِم على نحو بالغ في الثقافة الشعبية الغربية بعد الحرب الأممية الثانية، واختراع أمريكا للقنبلة النووية، وتدميرها لمدينتين يابانيتين عن بكرة أبيهما، فقد أصاب الأمريكيين الهلع عندما امتلك الاتحاد السوفياتي سابقا القنبلة النووية، وأدركوا أنّه يمكن أن يُفعل بهم ما فعلوه هم بالآخرين، وأن دماءهم أصبحت حليبا أيضا، مثل كلّ دماء الشعوب الأخرى غير الأمريكية التي استباحها الأمريكيون، وكذلك التجارب البشرية المروّعة التي أجريت على أيدي النازيين، حيث برزت مخاوف حقيقية حول خروج العلم والصنعياء عن السيطرة، ثمّ تزايد التهديدات بتدمير العالم في حروب نووية عالمية، وفناء الجنس البشري. نجد أيضا في أقلدة (أفلام) الخيال العلمي هيمنة الحواتِل (الروبوتات) والآلات على الجنس البشري، وهو مفهوم مستمدّ أيضا من عتاهية العلم، ثمّ إنّ الأقلدة التي تركّز على تلوّث البيئة جاءت في سياق الحاجة المتزايدة للطاقة، العنصر الأوّل في التطوّر العلمي والصنعيائي.