التغمّل الحَرْماوي هو استبدال كيميائي لمعادن أصلية في صخر بمعادن أخرى جديدة، حيث يُوفّر السال الحرماوي المواد الكيميائية المتفاعلة ويزيل نواتج التفاعل المائع. تعتمد طبيعة مجموعة معادن التغمّل المتكوّنة في شَرْوان granitoid معّين على عوامل مختلفة، مثل الحُرورة وتكوين السال (كالأس الهباني، ودرجة الملوحة) ونسبة الماء إلى الصخور. يعتمد امتداد التغمّل وتوسّعه بشكل كبير على البنية الدقيقة للصخر، على سبيل المثال: حجم الحُباب، والتوصّم، وشدة التشقّق في الصخر (مما يساعد الأسوال على الانتشار والاختراق). قد يكون تغمّل الصخور النارية في الحرورات المنخفضة نسبيا شبيها بالتخمّم المنخفض (سحنات الحَسَف الأخضر)، مع ظهور معادن مثل: الخُباق épidote، والعُثام chlorite. يتضمن التغمّل الحرماوي التفاعل بين الماء والصخور عند حرورات أعلى من 50مْ بالتزامن مع السَّيْرَنة plutonism أو النشاط البركاني. عادة ما يقتصر التغمّل على مناطق صغيرة متميّزة بتخمّم التلامس، حيث تتشكّل معادن جديدة، الأطفلة clay minerals، واللُّثاق zeolite، والأذراب oxydes والأهراب hydroxydes في وجود الماء والحرورات المرتفعة. بالإضافة إلى تكوين الصخور ونوع الأسوال، ترتبط طبيعة منتجات التغمّل بالسياق الرِّهاضي geotectonic والتاريخ الحراري للحوض. يكون التغمل أكثر شيوعا في أحواض التوسّع بدلا من الأحواض المتقاربة، بسبب التدفق الحراري الكبير والنشاط الحراضي. يتم إنتاج مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأطفلة (المعادن الغضارية) مثل: الإيلايت، والكورنسيت، والهُزان kaolinite، وهالويسايت، وديكيت، والبيروفيلايت، والباراغونيت أثناء خلط الأسوال الحَراضية hydrothermal fluids مع مياه البحر والأسوال الأخرى في حرورة منخفضة. ويظلّ ظهور الهَوْزَن kaolin النقي والكَنْثَب silica أبرز الأمثلة على التغمّل الحرماوي، حيث يوجد الهوزن في رُسابات تصل في امتدادها إلى إقاسات، وهي ذات فائدة اقتصادية كبيرة.