الصراع هو المنافسة العدائية المقصود منها هزيمة المنافس. يتميز الصراع بسيادة العامل الشخصي والرغبة في التشفي، وتكون العاطفة شعورا بالغضب والكراهية، وتشكل عددا من دوافع المهاجمة والإضرار، وقد تنتهي بالقضاء على الفرد أو الجماعة المتصارعة، والفرق بين المنافسة والصراع، تكمن في مدى تدخل عامل العنف فيهما، فالصراع يعتبر منافسة في أعمق صورها، كما أنّ الوعي شرط ضروري للصراع، في حين أنّ هذا الوعي ليس ضروريا بالنسبة للمنافسة، بل إنّ هناك أنواعا من المنافسة تكون غير شعورية. ينشأ الصراع حينما تتضارب مصالح الأفراد والجماعات، وتصبح مرتبطة بإقصاء الآخر وتحييده، أو القضاء عليه نهائيا، وقد يكون السبب في نشوئه توزيع الثروات، أو الوصول إلى السلطة، أو ترويج الأفكار، أو تحويل القواعد، وقد يأخذ شكل اللعبة فما يربحه أحدهم يخسره الآخر، وقد يكون سلبيا حيث لا يوجد إلاّ الخاسرون، وينتج عن الصراع التماسك في داخل الجماعات المتصارعة، فالعدو المشترك يدفع أفراد الجماعة الواحدة إلى الاتحاد وتنحية الخلافات الشخصية جانبا، ويكون هذا مرتبطا كثيرا بمدى الاتفاق حول الهدف المتصارع عليه، كما ينتج عنه أيضا تضعضع المجتمع ككل وانقسامه إلى وحدات متجانسة في الاتجاهات حينما يقوم الصراع في الوطن الواحد، حيث ينضوي أفراده تحت قيادات معينة وأحزاب مختلفة، وأخطر ما في الصراع سفك الدماء والخسارات المادية، وينتهي بالقضاء التام على أحد الطرفين أو سيادة أحدهما على الآخر أو بالتوافق الاجتماعي. يُعتبر الصراع والمنافسة شكلين من أشكال النظال والكفاح، وقد يكون مباشرا أو غير مباشر، واضحا أو مستترا وكامنا، كما أنّه قد يكون وظيفيا حيث يساعد في التغيير والوحدة والتضامن، أو معوِّقا وظيفيا.