تتكوّن الصخور الرسابية من أربعة مكّونات، هي: (1) الحُباب، أو العناصر المُشكِّلة éléments figurés، في الكثير الغالب ما يمكن مشاهدتها بالعين المجرّدة، وهي الجزئيات ذات الأصل الحُتاتي أو الحِياوي، التي تشكّل الهيكل للصخر الرسابي. (2) الكِناف matrice، ويتواجد بين الحُباب، يتكوّن من جزيئات دقيقة، تدخل بين الحباب، وتملأ الفراغات بينها. (3) اللياط ciment، وهو المعادن التي تتثفّل بين فجوات الصخر، خلال التجشّر، وتعمل على تماسكه وتصلّبه. (4) المسامّ، وهي الفراغات التي تتوافق مع حجم الصخر غير المشغول بالحباب، أو الكِناف، أو اللياط، وتُملأ بالهواء، وأحيانا بالماء أو الأسهان.
تُقسّم الصخور الرسابية إلى ثلاث مجموعات أساسية، وَفْقا لأصل عناصرها المكوِّنة لها: الصخور الحُتاتية détritiques، تنشأ من تصلّب الرسابات التي تتولّد بالتغمّل للصخور السابقة، وهي غنيّة بالمعادن الكوثبية. ثمّ الصخور الكيميائية chimique، التي تنشأ من التثفّل précipitation المباشر للمواد الذائبة في الماء، وتتكوّن أثناء التغمّل الكيميائي. ثمّ الصخور الحيميائية biochimique، وهي عبارة عن جسيمات تلقيها العِضاوات الحيّة البحرية أو القارّية، (قواقع، هوكلات، أكْنان).
أ- الصخور الحُتاتية، تمثّل زهاء 70% من الصخور الرُّسابية، وتقسّم إلى فئتين وَفْقا لأصل الحُطام الذي يكوّنها: الصخور العُفارية، والصخور الماجوجية أو البركانية الحطامية volcanoclastiques.
1- الصخور العُفارية: تتكوّن من جسيمات ذات أصل قارّي (تتألّف من المعادن المقاومة: خراز، مهاق، صرق. ومن شظايا صخور تُسمّى بالفتات الصخري lithoclastes)، والتي يمكن أن تُربط فيما بينها بواسطة كِناف أو لِياط. تُقسّم إلى ثلاث مجموعات وَفْقا للعناصر المكوِّنة:
- القَرَش أو القضيض (حجم العناصر يتجاوز 2 مئق)، يجمع القشم (بعناصر مدملقة) والرَّتَم (بفتات حادّ مزوّى)، يمكن أن يكون متحاتنا (كلّ الفتات من طبيعة صخرية واحدة) أو متباوشا (الفتات من طبيعة صخرية متنوعة ومختلفة).
-الحُثّ أو العَثير (حجم العناصر يتردّد بين 63 مبق و2مئق).
- العَثَن أو الكَبِيب (حجم العناصر أقلّ من 63 مبق)، يجمع الجَعَد siltites والغَضَر argilites.
2- الصخور الماجوجية roches volcanoclastiques، هي الصخور التي تتألّف من جزيئات ذات أصل بركاني، وتتوزّع على ثلاث مجموعات:
- الصخور الشُّطافية roches pyroclastiques: هي تلك التي تكوّنت نتيجة تجمّع لمحاش من مقذوفات بركانية.
- الصخور اللُّوابية roches hyaloclastiques، هي تلك التي تكوّنت من تفتّت اللابات عندما تتلامس مع الماء أو الجليد.
- الصخور رسكنية roches épiclastiques، وهي عبارة عن رُسابات نشأت من تغمل أو كثح الصخور البركانية أو الماجوجية. (رسكنية من رسابة وبركانية)
ب- الصخور السَّوْخمية carbonatées: هي صخور رسابية تحتوي على أزيد من 50% من السوخمات، وتتشكّل على هيئة ثلاثة أنواع معدنية: الكلاس والسوشر (شرس.ك3) يكوّنان الصخور الكلسية، والضُّباد (شرل(س.ك3)2) ويكوّن الضَّبَد. تمثّل الصخور السوخمية نسبة 20 إلى 25% من الصخور الرسابية. يُقسّم الكلس إلى ثلاثة أقسام وفقا لطبيعة العناصر المكوّنة ونمط تكوّنها.
- الكلس الحُتاتي، يتألّف من شظايا كلسية سابقة التكوّن.
- الكلس الحِياوي biogéniques، ويجمع الكلس الحُتاوي bioclastiques (المتكوّن من تجمّع الفتات العِضاوي) والكلس المُرَضّم construits (المتكوّن من أجزاء هواكِل العِضاوات على هيئة النمو).
- الكلس الكيميائي أو الحيميائي، الذي ينتج من تثفّل السوخمات من المحاليل السائلة، بتأثير العِضاوات الدقيقة أو من دونه (البكتيريا).
الضَّبَد dolomies صخر يحتوي على أزيد من 50% من معدن الضُّباد، وينتج من تحوّل الكلاس والسوشر خلال عملية التجشّر.
تُصنّف الصخور السوخمية اعتمادا على مقترحات فولك ودونهام إلى صنفين، حيث يؤخذ بعين الاعتبار طوران رئيسان: الجزئيات أو العناصر المشكّلة، والطور الرابط (الكناف أو اللياط)، ووفقا لنسبتهما وترتيبها. يتمّ تحديد ذلك من خلال ملاحظة الصرائق بالمجهر البِصاري.
ج- الصخور الكنثبية siliceuses: هي تلك الصخور التي تتألّف أساسا من الكنثب (على شكل خُراز، أو طُهاش أو خلقد) قد يكون لها أصل حيميائي (تجمعات من عضاوات ذات هواكل كنثبية: الشعاعيات، المشطورات، البثين) أو لها أصل كيميائي، وتنشأ خلال عملية التجشّر (الضرّ).
د- الصخور السُّخامية carbonées (أو العضوية) هي صخور حِياوية تنشأ من تجمّع الرسابات الغنية بالمادّة العضوية واندفانها ثمّ تحوّلها (نسبة السخام تتجاوز 40%) والتي تعود إلى أصل حيواني (النفط) أو نباتي (عائلة الفُحام).
هـ- التِّلاء évaporitiques: تعتبر الصخور التلوية أحادية المعدن، تتكوّن من التثفّل الكيميائي للموادّ الذائبة في ماء البحر أو المياه القارّية، أثناء التبخّر. ترتيب ظهورها يخضع لشدّة التبخّر وشروطه، مع الجبس، الرساخ، العسجر، والسنبث.
و- الصخور الهَوْبَصية phosphatées، قد تكون من أصل حيميائي، أو حُتاوي أو حياوي.
الستلات المتواصلة للصخور الرسابية: تكون بعض الصخور الرسابية الشائعة جدّا في الطبيعة، مختلطة، فيصعب لذلك تصنيفها، يُستعمل حينئذ تصنيف الستلات المتواصلة، الذي يجمع ثلاثة أنماط مختلفة، وفقا لنسبة المكوّنات.