معجم المصطلحات الكبير
تَرْجَلة
اللغة والأدب

صِنْعة اعتلامية computer technique تسمح بالحصول تلقائيا على ترجمات لنصوص من لغة مُؤتَنَفة (لغة مصدر) طبيعية إلى لغات أخرى، من دون تدخّل مترجم بشري. لا تنتج الترجمة التَّلْقَنِية إلاّ ترجمات تقريبية للنصّ الأصلي، ويسمح هذا بالحصول فقط على رؤية سريعة وفهم عامّ للنصّ المترجم. مثال ذلك: تحديد بشكل عام موضوع صفحة «ويب» ومحتواها الإجمالي، مكتوبة بلغة غير مفهومة تماما. ثبت أنّ الترجلة مسعى من أقدم المساعي في علوم الحاسوب، وهدف بعيد المنال، ولكنّ اليوم يتوفّر عدد من الأنظمة التي تنتج مخرجات ترجلية، وعلى الرغم من أنّها ليست مثالية إلاّ أنّها ذات جودة كافية لتكون مفيدة في عدد من المجالات المحدّدة. إنّ الانتشار العالمي الواسع والنجاح المبهر الذي أحرزته الإشباكة، جعل الاتجاهات الحالية والمستقبلية للترجلة تقوم على تقديم خدماتها عبر هذه الشبكة وعن بعد. تسعى الأبحاث والدراسات في مجال الترجلة إلى تحقيق إنتاج ترجمات بجودة عالية ومن دون الضرورة إلى تدخّل المترجم البشري، إلاّ أنّ الواقع بيّن أنّ معظم نظم الترجلة الحالية تتطلّب إجراء بعض العمليات التحريرية القبلية على الموادّ الداخلة إليها في اللغة المُؤتَنفة، وذلك لفكّ ازدواجية المعنى، ووضع النصّ في قالب تستطيع الآلة أن تفهم المعنى المقصود وتميّز الارتباطات بين الجمل النصّية، ثمّ إنّ الموادّ الناتجة عن عملية الترجلة تحتاج أيضا إلى بعض العمليات التحريرية البعدية من تصحيحات وتصويبات وتعديلات من أجل أن يستقيم الشَّهِيل (النصّ المُخرَج) نحويا وصرفيا ودلاليا.

مرّت الترجلة بمرحلتين، امتدّت المرحلة الرائدة الأولى من سنة 1945م إلى غاية 1965م، حيث كان الباحثون يتطلّعون إلى الاستغناء التام عن الكفاءة البشرية، واستبدالها بشكل كامل بكفاءة الحاسوب، وهو ما كانوا قد عبّروا عنه بعبارة: «الترجلة ذات الجودة العالية»، ومنذ ذلك العهد من عام 1965م اُعتمد توجّهان رئيسان في بحوث الترجلة، هما: (1) إعادة دراسة الأسس النظرية التي قامت عليها البحوث السابقة وتمحيصها؛ (2) ثمّ البحث عن تصوّر آخر لتطبيق هذه الأسس الجديدة بشكل أكثر تنوّعا واتّساعا. وعلى هذا النحو ولد الاهتمام بدراسات الترجلة وأبحاثها في ثوب جديد وأفق مختلف ليكون أساس التقدّم في المرحلة الأخيرة التي بدأت منذ سنة 1982م. تعدّ الترجلة جزءا من مجال واسع متعلّق بالبحوث النظرية والتطبيقية المهتمّة بمعالجة اللغات الطبيعية بالحاسوب، والتي تنتمي إلى ما يعرف باللسانيات الحاسوبية، والتي هي بدورها فرع من فروع الذَّكالة. تستكشف اللسانيات الحاسوبية الموافيق الأساسية التي تقوم عليها اللغة والعقل، من خلال وصفها وصياغتها تِياسيا، باستعمال اللغات الصورية والاصطناعية لوضعها في نماذج ومن ثَمّ محاولة محاكاتها في نهاجل حاسوبية. تتبنّى البحوث في الترجلة التوجّهات النظرية والصِّنْعات العملية وتطبيقاتها لتلقنة المراحل الجزئية المتتالية في عملية الترجمة الكلّية، والتي تشمل التحليل الصرفي والنحوي والدلالي في اللغة الشَّهَلِية (اللغة الهدف)، فأنظمة الترجلة تتعامل مع نصوص حقيقية، فعليها أن تتعامل مع كافّة الظواهر اللغوية، مثل: المفردات، والمصطلحات المعقّدة، والأخطاء الإملائية، والتعابير المستحدثة، والاختلاف الدلالي للكلمات والتعبيرات اللغوية، والاشتراك اللفظي، والترادف، والأساليب البلاغية من استعارة وكناية وجناس وطباق، إلى غير ذلك، ويدخل هذا كلّه ضمن عمل العاملين في اللسانيات التطبيقية.

تنتمي معظم أعمال الترجمة في العالم إلى نصوص الوثائق العلمية والصنعية والمعاملات التجارية، والمذكّرات الإدارية والتشريعات القانونية، ومَبانات استعمال المنتجات الصنعيائية، وكتب الطبّ، والعلوم الأخرى، والتقارير الإخبارية، إلى غير ذلك، وهذا ما جعل الاعتماد على الترجلة ضرورة ملحّة للمترجمين المحترفين لتلبية الطلب الضخم والمتنامي باستمرار لهذه الترجمات. ثمّ إنّ هناك الكثير من الأعمال الرتيبة المملّة والتي على المترجم أن ينجزها، ومثل هذه الأعمال التي لا تتطلّب جهودا فكرية من المترجم، تكون الترجلة هي الطريق السليم لإنجازها. لذلك اتّجهت الأنظار إلى طلب يد العون والمساعدة من كفاءة الحاسوب العالية، ومن سرعته وذاكرته القوّية، فالهدف الأساسي في نظر المهتمّين بإنتاج أنظمة الترجلة قد اختلف منذ سنة 1966م. هناك بعض المعايير والعوامل المتعلّقة بتصنيف أنظمة الترجلة، والتي تتدخّل عادة في رسم سنافات وطرق تصميم الأنواع المختلفة من هذه الأنظمة وإنتاجها، وقد ذكرها الأستاذ الربيز، عبد الله بن حمد الحميدان:

  • 1- عدد اللغات المعالجة واتجاهات الترجمة، فنجد الأنظمة ثنائية اللغة أو متعدّدة اللغات باتجاه واحد أو باتّجاهين؛
  • 2- مستعملي هذه الأنظمة، فبعض هذه الأنظمة تكون للراصد، وبعضها الآخر يكون للمنقِّح، أو للمترجم، أو للمؤلّف، فالترجمة الرصدية والتنقيحية هي متلقنة تخضع بعد ذلك لمراجعة معيّنة ولتنقيح، والأنظمة التي توجّه إلى المترجم، فإنّ الإنسان هو الذي يترجم بمساعدة نهجل حاسوبي مخصّص لذلك، أمّا الموجّهة للمؤلّف فهي متلقنة تتمّ بمساعدة الإنسان بشكل تخاطبي مع نظام ترجلي؛
  • 3- الطرق الأساسية والعامّة المستعملة في بناء أنظمة الترجلة وتصميمها، حيث نجد الترجمة المباشرة التي تقوم عليها أنظمة الجيل الأوّل، والترجمة عبر لغة وسيطة والتي أعطت أنظمة الجيل الثاني، والترجمة التحويلية المميِّزة لأنظمة الجيل الثالث؛
  • 4- الطرق الخاصّة المستعملة في بناء أنظمة الترجلة والرادفة للطرق العامّة، فهناك الترجلة المعتمدة على اللغات الجزئية، واللغات المراقبة، والمحاورة، والأمثلة، وقواعد المعرفة، والمعلومات الإحصائية أو المعتمدة على ذاكرات الترجمة.

تعليق

التَّرْجَلة، مصطلح منحوت من ترجمة وآلة بمعنى الترجمة الآلية. اللغة المُؤتنَفة أي اللغة التي تخضع مادّتها لعملية الترجمة، ومثل هذا النصّ المُؤتنَف، أي الذي يعالج بالترجلة، من الائتناف وهو ابتداء الكلام. وتسمّى أيضا اللغة المصدر أو النصّ المصدر، أمّا الشَّهيل فالنصّ الذي يصدر عن الترجمة، من المشاهلة وهي مراجعة الكلام، ومن هذا التشهيل، وهو مصطلح جامع لمعنى الترجمة ومعنى التلسين، سُمّي كلا من الترجمة والتلسين بذلك لأنّ المُشهِّل يراجع كلام لغة بلغة أخرى، والتشهيل هو التَّلْجَمة أيضا من تلسين وترجمة. التلسلة، الترجمة الآنية الفورية المتعلّقة بالتخاطب، وليس بتشهيل النصوص، من تلسين وآلة على وِزان الترجمة.

مترادف

ترجمة آلية

ترجمة تلقنية

تشهيل آلي

تشهيل تَلْقَني

لغة كلزية

machine translation
automated translation
automatic translation
لغة فرنسية

traduction automatique
مراجع

  • مقدمة في الترجمة الآلية. الأستاذ الربيز: عبد الله بن حمد الحميدان. العبيكان للنشر، 2000. الرياض، المملكة العربية السعودية.
  • vitrinelinguistique.oqlf.gouv.qc.ca/fiche-gdt/fiche/8395113/traduction-automatique