معجم المصطلحات الكبير
نظرِية التعرُّض الشامِل
الإعلام والاتصال

قال بهذه النظرية «برلسون ولازر سفيلد» قبل سنة 1960م، وجُرِّبت في أبحاث ميدانية عديدة، وتقوم هذه النظرية على «مبدأ الكلّ أو لا شيء» وقد لاحظ الباحثان خلال دراستهما للجمهور المتعرّض للرسائل السياسية في البَلَغ، أنّ الأفراد الذين يتعرّضون بانتظام للخطب السياسية هم الذين يهتمّون بمشكلات الدولة ويتّخذون قرار الانتخاب، ويهتمّ رجال السياسة أكثر بالأفراد الذين يتعرّضون بصفة ضعيفة للخطب السياسية، ثمّ إنّ كلّ فرد شغوف بجانب من جوانب الحياة الثقافية أو السياسية أو الترفيهية، وأنّه إذا كان متغيِّر الجنس والمستوى الثقافي والعمر أقلّ أهمّية من متغيِّر الاهتمام بالمسائل السياسية وقرار الانتخاب، فإنّ لهذه المتغيِّرات على الرغم من كلّ ذلك علاقة وثيقة بالتعرّض للخطب السياسية، وقد أعطى كل من «تيودور بتمسون وجاي جارسيسن ووليام ريمرس» توضيحات مهمّة لنظرية «لازر سفيلد» معتبرينه قد أعطى لمفهوم الاهتمام أبعادا موضوعية، من ذلك أنّ الاهتمام بالسياسة هو الذي يسبّب التعرّض الانتقائي لوسائل الاتصال، فالجمهور لا يختار الوسائل إنّما يختار المضمون.

وقد بيّنت بعض الأبحاث الميدانية وجود جمهور يفضّل التعرّض لرسائل الطَّبَع، وجمهور آخر يفضّل الرناة، ولكن عندما يبرز اهتمام الفرد بمسألة معيّنة، فإنّ التعرّض لهذه الوسائل يصبح شاملا لإرضاء هذا الاهتمام. ولاحظ «شرام وجاك لاين وأدوين باركر» في دراسة ميدانية مقارنة بين مدينتين متشابهتين لكنّهما تختلفان في شيء واحد وهو، أنّ الأولى يشاهد سكّانها النهاجِل الرَّناتية (البرامج التلفزيونية) والثانية لا يُشاهدونها، وأنّ الرناة ليست وسيلة متمّمة لوسائل الاتصال الأخرى، وإنّما تعوّض المخالة والإذاعة، وقد عارض هؤلاء أصحاب نظرية «الكل أو لا شيء» وقد ردّ عليهم «بترسون وجانسن وريفارس» وعارضوا نتائجهم، واعتبروا أنّ الرناة كوسيلة إعلامية جديدة لم تغيّر شيئا من نظرية «لازر سفيلد» ذلك أنّ الذين اشتروا المَراني منذ البداية هم الذين يقرأون أكثر المجلاّت والجرائد، وهم أكثر استماعا للإذاعة وأكثر تردّدا على المخالة، ويضيف هؤلاء أنّ الدراسات التي اُعِدّت بعد انتشار المراني قد بيّنت أنّ الأفراد الذين يتعرّضون لنَهاجِل الجاشة الصغيرة منذ بداية انتشارها هم أفراد أكثر شغفا بالبَلَغ من الذين لا يملكون المراني.

مصطلح قريب

مراجع

  • مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.