تدلّ كلمة الهُواش على تراكم الصخور وتبعثرها من دون نظام أو ترتيب. مثال ذلك، هواش المروان المتكوّن من تراكم الجِلاه الكبيرة الناتجة عن الكثح. تُظهر العديد من مناطق الصخور المروانية، مناظر طبيعية مميزة من الهُواش المتكوّن من جَلَهات المروان egg-shaped granite boulders الكبيرة والمكدّسة بعضها فوق بعض. يُعتبر بعض الهُواش من الروائع الطبيعية الحقيقية التي تستحق المشاهدة والتأمّل. ملاحظة مَجاوِب المحاجر، التي يشيع فيها الهُواش، يكشف عن أصل تكوّنه، حيث تتشقّق كتلة المروان بشكل طبيعي بواسطة شبكة من السلوع joint، يتباعد بعضها عن بعض من بضعة قَيْسات إلى بضعة قاسات، ثمّ يتسرّب السَّيْح ومياه الأمطار عبر الكسور الموجودة في الصخر وتستقّر فيها، ثم تهاجم ببطء هذه المياه الحمضية قليلا المروان كيميائيا، متسبّبة في تغمّله على طول الشقوق والكسور. يتحول المُهاق والصرق تدريجيا إلى معادن غَضارية. إلاّ أنّ حُباب الخُراز، يكاد يكون غير قابل للتغمّل، وإذا ما تحرّر من الركام بعد تجوية المعادن المحيطة به؛ يصبح حينئذ حبابا للرمل. على الرغم من أنّ القليل من الخُراز يظلّ في التربة إلاّ أنّ الكثير منه يُحمل بواسطة الماء ليستقرّ في البحر، ويصبح المكوّن الرئيس للشواطئ الرملية، وبطول العهد يصبح صخورا رُسابية تُسمّى الحُثّ.
مراحل تكوّن الهواش
بمرور الوقت، وعلى طول الشقوق، يتحول المروان السليم إلى مروان «متفسّخ»، حيث يفقد قوامه، ويتفتت وينتهي بتحوّله إلى وَعَس arène granitique، وهو رمل خشن ممزوج بالغضار. شيئا فشيئا يكتسح التغمّل الكتل الصخرية، وتتّسع مناطق الشقوق التي تعرّضت للتغمّل، في الوقت نفسه تُصقل جَلَهات المروان وتكوّر تحت الجَدالة. ينتج عن التغمّل التدريجي ظهور القشور المتّحدة المركز على المروان الخارجي المتغمّل حول أغلب الجلهات، بينما يظل قلبها سليما، يتطلّب تكشّف جلهات المروان على سطح الأرض عملا شديدا من الكثح والتخديد، ممّا يؤدّي إلى كَسْح الطبقات العليا مع الوَعَس، وبروز الجِلاه على شكل كتل متفرّدة، ثمّ طُغيان الهُواش بعد ذلك. تتطوّر الكتل الموجودة تحت الجَدالة بدورها، لتصنع الجِلاه التي ستكّون المشهد القادم.