معجم المصطلحات الكبير
عُنْف رَناتي
الإعلام والاتصال

العُنْف هو شكل من أشكال التفاعل الإنساني المؤدي إلى الأذى الجسدي أو النفسي أو كليهما، مسببا في بعض الأحيان القتل، سواء أكان هذا العنف عن قصد أم عن غير قصد، ويكون موجّها للإنسان والحيوان والممتلكات. وتعتبر الرناة أكثر وسائل الإعلام نشرا لصور العنف و الجريمة والجنس من بين جميع وسائل الإعلام الأخرى، وقد ازدادت الشكوى من أجهزة الإعلام منذ الثلاثينات الميلادية حين ظهر ما يسمى بعنف هوليود الجديد الذي ساد محتوى الأقلدة في تلك الفترة، وبانتشار مشاهدة المِرْناة توجه الاهتمام إلى الأقلدة والمسلسلات التي تعرض مشاهد العنف باعتبارها تساعد لا شعوريا على ارتكاب أعمال القسوة والتدمير والعنف، ومما يلفت النظر أن النهاجل والمضامين التي تتضمن العنف تتمتع بإثارة كبيرة، زيادة على التكرار الواسع في بث هذه النوعية من النهاجل، مما دفع إلى تزايد الأبحاث والدراسات حول آثاره في وسائل الإعلام على المجتمع عامة والشباب والأطفال خاصة، وخلصت كثير من هذه الدراسات إلى احتمال أن يدفع العنف على الجاشة الصغيرة إلى عمل مشابه في واقع الحياة، بينما أوضحت بعضها أن ذلك يحدث في نطاق ضيق وظروف محددة، بل ويرى بعضهم (هالوران) أنه من السخرية اتهام وسائل الإعلام بأنها مسؤولة عن المشكلات التي تتضمنها، ومن السخف ان نجعل الرناة كبش الفداء لأمراضنا الاجتماعية، لأن الرناة ليست السبب الرئيس في نشر العنف بين أفراد المجتمع، حيث تقدم نهاجلها في وسط بيئة اجتماعية معقّدة، يدخل في تشكيل القيم والسلوك الأخلاقي فيها عناصر وعوامل عديدة، يجب أن تؤخذ في الحسبان عند دراسة دور وسائل الإعلام في نشر العنف والرعب.

من البدايات الهامّة لدراسة دور وسائل الإعلام في نشر العنف والرعب الاستقصاء الذي أعدته لجنة السيناتور «ايستس كيفوفر» الفرعية عام 1952م حول جنوح الأحداث واتهمت الشهادات التي أدلي بها مشاهدي الرناة بأنها مسؤولة ليس فقط لأنها تعرض العنف، ولكن لأنها تحث الصغار على تقليده، وفي عام 1964م أصدرت اللجنة التحقيقية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي إنذارا لأصحاب صناعة الإعلام الرناتي للحد من العنف، وفي عام 1975م منعت حكومة المكسيك أكثر من 30 نَهْجلا وقليدا لامتلائه بالعنف، ومبرّر القلق مما يحدثه مضمون العنف و الرعب في وسائل الإعلام، هو تزايد الوقت الذي يتعرّض فيه الفرد لوسائل الإعلام يوما بعد يوم، لا سيّما مع زيادة وقت الفراغ نتيجة التقدم الصنعيائي، وزيادة إنتاج أجهزة الإعلام وانخفاض أثمانها وتنوعّها الكبير، ومن المسلّم به أنه لا يمكن اعتبار الرناة السبب الوحيد للانحراف، لأن الانحراف سلوك معقد ينجم عن مؤثّرات متشابكة لها وجود في البيت وجماعات الأقران والمجتمع وغير ذلك، والتعرض المستمر لنهاجل الرناة يؤدّي على سبيل المثال إلى تكوين نظرة شاملة للحياة تكون في الغالب مشوهة. وتبيّن دراسة مسحية أجريت في عام 2002م انخفاضا في مقدار العنف والجنس في الرناة، ربّما استجابة للدعاية السلبية التي تلقتها منظّمات البَلَغ بشأن العنف والاستغلال الجنسي في البلغ، لكن هذا الانخفاض لا يعني أنّه لا يوجد هناك إفراط في استعمال العنف في الأقلدة والعديد من الأهْنِسة (الفيديوهات) الموسيقية.

لغة كلزية

television violence
لغة فرنسية

violence télévisuelle
مراجع

  • مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.
  • وسائل الإعلام والمجتمع، وجهة نظر نقدية، تأليف: آرثر أسا بيرغر، ترجمة: صالح خليل أبو اصبع. عالم المعرف، عدد 386، مارس 2012.