المواد المَعْدِنية الموجودة في الصعيد لها مِكمام متوسّط (مِقاب). تُركِّز الأحداث الحِتاكية والسَّيْرَضِية بعض العناصر الكيميائية أعلى من المِكمام المتوسّط: وهذا يُسمّى الشَّطَن anomaly، عندما يكون المِكمام مرتفعا بما فيه الكفاية، يمكننا أن نتحدّث في هذه الحال عن مَرْمَك. يُعتمد في استغلال المرامك على العوامل الاقتصادية: سعر الفلزّ، والقدرة على استخراج الرِكاز، والصعوبة الصِّنْعِية، وصعوبة المعالجة. الاستغلالية تتقلّب مع تقلّب أسعار السوق والطلب العالميين. يهدف التنقيب المنجمي إلى تحديد المرامك المحتملة من أجل تقدير الموارد. تُستعمل الخرائط الحتاكية والاستشعار عن بعد، والتنقيب الحيكيائي. حينما يُحدّد مُدّخر المرمك، تبدأ مرحلة أكثر دقّة، باستعمال قياسات وتحليلات معمّقة، لتحسين المعرفة أكثر بالمرمك، من حيث الرتبة، ووضعية الرِّكاز وشكله، الخ.
يُبيّن القانون في العادة بدقّة ما يمكن اعتباره منجما ويُمنح للمستثمرين، وما يُمكن اعتباره محجرة. الكثير من القوانين الدولية تنصّ على أنّ ما وُجد في باطن الأرض من ثروات هو ملك للدولة، حيث يمكن تصنيف ما يلي على أنّه موارد معدنية: الفلزّات (النحاس، الرصاص، الحديد، الجُفاز، القُساب، الدُّراق)، والذهب، والدِّجْكان، وأيضا العناصر المشعّة، والتِّرْبان، والكبريت، والملح، والسَّوْبن potasse (سوخم البُثان). من بين الموارد التي يمكن أن تستغلّ من المحاجر، الكَوْرز، والغُزال، والطلق، والهَوْزن، والكنثب، والغَضار (الياجور، الفخّار، القرميد، البلاط)، وجميع السَّوْخمات المستعملة في اللِّياط.
الموادّ الأوّلية المعدنية كموارد الطّاقة ليست متجدّدة. في الأسواق الحالية، يمكن ملاحظة تزايد كبير في إعادة تدوير المواد المستعملة، وبالتالي، فإنّ جزءا يُقدرّ بما نسبته 13% من الإنتاج السنوي للنحاس يكون مصدره من إعادة التدوير. تصل كمية الذهب الموجودة في المُعالِجات الدقيقة للحواسيب في الولايات المتّحدة إلى بَلْفي طنّ، بينما أعيد تدوير 69,2 جَلْف مُصاية زُهافية في سنة 1996م. استغلال نُجام المناجم القديمة ونُفاياتها، يُعطي مصدرا لا يُستهان به من الرِّكاز. تُستعمل «البكتيريا» لاستخلاص الذهب والرُّباث.
يتشكّل المرمك من اقتران عوامل حِتاكية استثنائية. يمكن تصنيفها وَفْقا لأعمارها، على سبيل المثال: تركيزات الحديد المُجزّع banded iron، والطُفوح الفَوْقَطِية «الأركِية» الغنّية بالحُكار pyrrhotite واللُّباك pentlandite، إلى جانب الأحزمة الخضراء (أحزمة الصخور الخضراء الفوقطية)، وإن كان حدوثها اليوم منتفيا. في الواقع، كانت الطاقة الحرارية في العصر «الأرْكي» archean أعلى بكثير ممّا هي عليه اليوم، وكانت ظروف التذرّب والاختزال مختلفة تماما.
يمكننا أيضا وضع تصنيف آخر للمرامك وَفْقا لأصل العناصر وعوامل التركيز، حيث تُجلب عناصر الحُجال ذات الأصل العميق إلى السطح عن طريق الحمل الحراري والاستمهال magmatisme، وتتركّز بواسطة ظواهر سَيْرضية، مثال ذلك، «الأنحسة السُّمّاقية» porphyry copper للحافات النشطة، حيث تقوم سوائل الصفيحة المنطهسة، بتخلّل صخور الحُجال واختراقها وإذابة عناصر الصخور الصعيدية الحاضنة. تُصاحب هذه المرامك الموادّ المُنكرسة المُهلية للحافات النشطة. عندما تُلامِس هذه الموادُّ الصخورَ الكلسية المتخمّمة يحدث لها أحيانا تمعدنا، ممّا يؤدّي إلى تكوّن صخور الكَمْتل skarn أو «المانتوس» mantos وذلك حين تكون الصخور الحاضنة بعيدة عن المهل المنصهر. كما سمحت ينابيع المناجد المحيطية ocean ridge الحَرْماوية بمعرفة تكوّن الكُثَم الكَبَرية الشبَهانية، والجُرال، واللصاف، والكرجس، والنُّكار bornite.
تكوّن الأكبار الحرماوية المحيطية (أدخنة سوداء وأعدان كَبَرية)
يحدث لكلّ نواتج عمليات الترسّب والتركيز تحرّفات (تشوّهات) رِهاصية متراكبة، تعدّل من شكل الأجسام المعدنية، وتعرّضها للكثح. في العمليات الترسّبية، تتركّز العناصر المعدنية عن طريق الظواهر الريزيائية (التأرّض)، أو يعاد تهيئتها عن طريق العمليات التجشّرية. أخيرا، يمكن للتغمّل شحن العناصر وتركيزها، كما في حالة قشور القَوَخان garnierite في كاليدونيا الجديدة، التي تمثّل 30% من مُدّخرات الكُلاف في العالم.
مَرْمك الصَّلَغة الكُلافية في كاليدونيا الجديدة.
تحتوي الكواكب والكويكبات على موارد معدنية، يمكن لمشاريع استكشاف الفضاء أن تجعلها قابلة للاستغلال. في الواقع، نظرا لتكلفة عمليات إطلاق المركبات الفضائية، فمن المثير للاهتمام استغلال الموارد على هذه الكواكب نفسها، في هذه الفئة نجد الصخور والثرى، التي يمكن للقواعد القمرية أو المرّيخية عزلها واستعمالها لاستخلاص الكثار من أذرابها. يُقترح 3هت مماكن الهُفات المحصور في جزيئات الثرى من الرياح الشمسية كمصدر جيّد لطاقة الاندماج النووي. وقد أظهر استكشاف سطح المريخ، وجود صخور متمايزة، وعمليات لتركيزات معدنية. يمكن أن يكون استكشاف موارد المرّيخ من منظور استعمار الكوكب الأحمر من قبل البشر.