صَنّف أحمد بن شعيب النَّسائي سُنَنَه ولم يخرج فيها عن راوٍ أجمع النقّاد على تركه، فهي لهذا تضمّ الصحيح والحسن والضعيف، وسمّى كتابه هذا «السُّنَن الكبرى»، وقد قدّمه إلى أمير الرملة، فقال له: أكلُّ مافيها صحيح؟ فقال: فيها الصحيح والحسن ومايقاربهما، فقال له: فاكتب لنا الصحيح منه مجرّدا. فاستخلص من السنن الكبرى «السنن الصغرى» وسمّاها «المجتبى من السنن» وقيل المجتنى، والمعنى واحد. السنن الصغرى أقلّ السنن حديثا ضعيفا، وهي التي بين أيدينا اليوم، وهي التي يعتمد عليها المحدّثون في روايتهم عن النسائي. وعدّة أحاديث المجتبى خمسة آلاف وسبعمئة وواحد وستون (5761) حديثا. وبالجملة فكتاب السنن للنسائي أقلّ الكتب بعد الصحيحين حديثا ضعيفا، ورجلا مجروحا. وهو برتبة سنن أبي داود أو قريب منها، لِمَا عُرِف عن النسائي من شدّة التحرّي، واستقامة منهجه في كتابه، غير أنّ أبا داود أكثر اعتناءً بزيادة المتون وألفاظ الحديث التي يعتني بها محدّثو الفقهاء، ولهذا كان كتاب النسائي ثاني السنّن الأربعة. (الوجيز في علوم الحديث، محمد عجاج الخطيب).
- الوجيز في علوم الحديث ونصوصه، محمد عجاج الخطيب، مديرية الكتب الجامعية، 1398، 1978. دمشق، سوريا.