معجم المصطلحات الكبير
جَناثَة
الاجتماع

يشير مصطلح الجناثة إلى الانتماء إلى جماعة اجتماعية يشترك أعضاؤها في وعي بارز بهُوِّية ثقافية مشتركة تميّزهم كمجموعة اجتماعية، في حين أنّ العرق هو خصائص متنوّعة تُنسب إلى الناس، اعتمادا على معالم ذات أساس حِياوي (بيولوجي)، مثل: لون البشرة، أو لون العيون، أو شكل الجمجمة، أو طبيعة الشعر، أو شكل الأنف. فالجنائث أو الجماعات الجناثية هي التي تتشارك أو تتصوّر أنّها تتشارك تركيبة من السمات الثقافية أو التاريخية أو العرقية أو الدينية أو اللغوية وإن كان فقدان اللغة الأم لا يمنع انتماء الأفراد إلى الجماعة الجناثية. غالبا ما تنطوي الجناثة على سلف مشترك، من أجل ذلك يوجد تشابك بينها وبين مفهوم قديم هو الشعب، أو بعض الأفكار المتعلّقة بالعرق. في أمريكا التي تعتبر مجتمع الهجرة، اُعتبرت الجناثة روابط بين المهاجرين تتفكّك على مدى الأجيال المتعاقبة في تيّار الثقافة الرئيس. يرى الأستاذ ريتشارد بوركي Richard M. Burkey أنّ الجماعة الجناثية، هي مجموعة من الأفراد يعتبرون أنفسهم منتمين للطائفة نفسها بفعل الأصل المشترك الحقيقي أو المُتخيَّل، وتُوحِّدهم أواصر وُجدانية، وثقافة مشتركة، والحرص على الجماعة. تجدر الإشارة إلى أنّ الجناثة تختلف عن جماعات القرابة كالقبيلة، في أنّ الارتباط بأعضائها لا يقوم على أساس الرابطة العائلية. كما أنّ الجنيثة لا يُشترط في تحديدها أن تكون في المجتمع أقليةً أو أكثرية.

حتى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلاديين، كان مفهوم الجناثة عند الغربيين مرتبطا في كثير من الأحيان بمفاهيم العرق race والشعب people والأمّة nation، وما تزال آثار هذا الغموض قائمة إلى اليوم. اُستعمل هذا المصطلح أوّل مرّة من لدن جورج فاشير دي لا بوج G. Vacher de la Pouge في عام 1896م لوصف الخصائص الثقافية والنفسية والاجتماعية -التي دافع عنها باعتبارها «طبيعية ومزيّفة» - للسكان، وأيضا من أجل تمييزها عن الخصائص الأخرى. مفهوم العرق، حدّده على أنه سَتَلة من الخصائص الجسدية. وفقا للا بوج، يمكن للجناثة الواحدة أن تشمل أفرادا من أعراق مختلفة جمعتهم عوامل تاريخية، ولكن لا ينبغي الخلط بينها وبين مفهوم الأمّة، الذي يتطلب نوعا أعمق من التضامن. في وقت لاحق، ميز ماكس فيبر بوضوح بين مفاهيم العرق والجناثة والأمّة، ورأى أنّ الأوّل مؤسّس على مجتمع الأصل، والثاني على اعتقاد شخصي بالأصول المشتركة، والثالث يتميز «بعاطفة» سياسية أكثر كثافة. من وجهة نظر ويبر (1922م)، المجموعات الجثانية هي مجموعات من البشر لديهم اعتقاد شخصي بالأصول المشتركة، وهو اعتقاد يقوم على تشابه العادات أو التقاليد أو كليهما، أو على الذكريات الجماعية للهجرات أو الاستعمار. مثل هذا الاعتقاد مهمّ لخلق روح المجتمع، بغض النظر عمّا إذا كانت روابط الدم موجودة فعلا أم غير موجودة. يتضمن مفهوم الجناثة ثلاثة عوامل:

  • 1- العضوية في مجموعة، إمّا عن طريق الاختيار الشخصي وإمّا كفرض خارجي، ولكنّها تعني مع ذلك وجود «نحن» و«هم»، وبالتالي مفهوم «الآخر»؛
  • 2- البحث عن هوية مشتركة من جانب أعضاء المجموعة؛
  • 3- تصوّر المجموعات الأخرى للقوالب النمطية المتماسكة إلى حدّ ما المنسوبة إلى المجموعة الجناثية المعنية.

تعليق

الجَناثة من الجِنْث، وهو أصل الشيء، وخصّ به صاحب العين أصل الشجرة، وعلّة التسمية مرتبطة بالاعتقاد في الأصل المشترك لأفراد المجموعة الجناثية، سواء أكان هذا الاعتقاد حقيقة أم توهّما، وكذلك الاشتراك في الثقافة واللغة والدين، فالجناثة هي الأصل الذي يجمع أفراد الجنيثة حول هذه المفاهيم. تُسمّى المجوعة الجناثية بالجنيثة ethnic group كالعشيرة والقبيلة، والجمع جنائث.

مترادف

إثنية

لغة كلزية

ethnicity
لغة فرنسية

ethnicité
مراجع

  • معجم العلوم الاجتماعية. كريغ كالهون، ترجمة: معين رومية. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات: ترجمان، 2018م. الدوحة، قطر.
  • Dictionary of Race, Ethnicity and Culture. Guido Bolaffi, Raffaele Bracalenti, Peter Braham and Sandro Gindro. SAGE Publications, 2003. London