تشكيل ساحلي ينشأ عند التقاء نهر بكتلة مائية ساكنة نسبيا، (محيط، أو بحر، أو بحيرة) أو عند التقاء نهرين، حيث يضمحلّ معدّل تقدّم النهر، ويلقي حمولته من الرسابات بعيدا عن المصبّ في طبقات أفقية تقريبا مشكّلا بذلك سدحة غِرْينية. قبل تراكم طبقات القاعدة تبدأ طبقات المقدّمة والتي تسمّى برَوْق السدحة في التكوّن، وهي عبارة عن محاشات خشنة سرعان ما تترسّب حال اندفاعها في الجسم المائي على شكل طبقات مائلة، وفي العادة يغطّي الروقَ طبقاتٌ أخرى من مَحاش دقيق وناعم، يُسمّى طبقات القمّة التي تتراكم أثناء الفيضانات. إنّ النهر الذي ينقل كميات كبيرة من الغِرْيَن ويصبّ حمولته في بحر ساكن يبني بذلك سَدَحة. يتراكم الغرين تدريجيا ويشكّل طبقات متتالية تصل إلى البحر. يتفرّع النهر عند وصوله إلى البحر إلى أذرع عديدة، والتي تختلف من فيضان إلى آخر. ينشأ وسط الضفاف الرملية والحبال الغرينية حواجير lagunes تُملأ شيئا فشيئا. تمتد السدحة نحو البحر عن طريق سدحة تَحْرِية delta sous-marin تُسمّى الغَطاة prodelta، تتراكم فيها كميات كبيرة جدا من المحاشات الرُّسابية. تشكّل السدحة المنبرجة والسدحة التحرية بِنية حِتاكية رُسابية معتبرة، مما يؤدّي إلى ظهور طبقات جديدة من الأشقاص، ذات طبيعة حُتاتية بشكل أساسي، تتكون أساسا من الرمال والحُساس graviers.
مَقَدّ في سدحة يُبيّن ازدحاف المَحاطات.
ينشأ المحاط السدحي عند مصب النهر، فيلقي المجرى المائي لنهر حمولته من الرسابات عندما يلتقي مع الماء الساكن لبحر أو بحيرة، يعتمد نمو السدحة على كمّية الرسابات التي يحملها النهر والتي تكون أكبر من الكمّية التي يعمل الموج على تشتيتها في البحر أو البحيرة. تصل السدحة إلى حالة الاتّزان عندما تتساوى كمّية الفتات المنقول مع كمّية الفتات الذي يعمل الموج على تشتيته ونشره في الماء. تترتّب الرسابات في السدحة حسب حَبابتها، فالمواد الغليظة تترسّب قرب الشاطئ بينما تترسّب المواد الدقيقة في عمق البحر، حيث تترسّب الرمال أولا، ثم الجعد، ثمّ الغَضار، ويؤدّي هذا إلى تكوّن بناء خاصّ يميّز السدحة، يتكوّن من ثلاثة أجزاء: سهل السدحة plaine de delta، الذي يتكوّن من طبقات أفقية من الرمال والغضار، ثمّ رَوْق السدحة front du delta، وهو طبقات مائلة من الغضار والجعد، وهو ينحدر من سهل السدحة في اتجاه البحر، ثمّ الغَطاة، وتتكوّن من غضار دقيق على الجزء الضعيف الانحدار من روق السدحة في اتجاه البحر. تنمو السدحة بالازدحاف progradation حيث تتركّف الرسابات الغليظة لسهل السدحة فوق الرسابات الدقيقة لروق السدحة، كما تتركّف رسابات روق السدحة فوق الرسابات الأدق للغطاة أو السدحة التَّحْرية.
تحمل الجداول والأنهار تدريجيا مَحاشات كثيرة ناتجة عن كَثْح القارّات باتجاه البحر. حيث تُنقل الجلامد، والحُساس، وحُباب الرمل، وجزيئات الغَضار، والموادّ الذائبة إلى مسافات بعيدة. (1) من جبال روكي إلى خليج المكسيك عبر نهر المسيسيبي؛ (2) من جبال الهيمالايا إلى المحيط الهندي، عبر نهر الغانج أو نهر السند أو نهر براهمابوترا brahmapoutre؛ (3) من جبال الأنديز إلى المحيط الأطلسي، عبر الأمازون؛ (4) أما الموادّ التي تُقتلع من جبال الألب، فتترسّب إما في البحر الأسود، حيث تُنقل عبر نهر الدانوب، وإمّا تستقرّ في بحر الشمال، عن طريق نهر الراين، وإمّا تذهب إلى البحر المتوسّط، حيث يحملها نهر الرون وروافده.

خريطة مناطق الترسّب المختلفة في رَوْق سدحة. (رسم وَفْق نموذج سدحة المسيسيبي الحالية).
هناك بعض الأنهار التي تفتقر إلى ظاهرة الترسّب هذه، حيث تعمل التيّارات المائية والأمواج على تسريع توزّع الرسابات داخل الكتلة المائية، وبالتالي ينتفي تكّون سدحة في نهاية المجرى المائي، في حين أنّه يحمل كمّيات كبيرة من الرسابات، مثل: نهر كولومبيا. في بعض الأحيان يُعزى انتفاء تكّون السدحة إلىّ قلّة الموادّ الرسابية، مثل ما هو عليه الحال في نهر سانت لورنس الذي لا يلتقط كثيرا من الرسابات بين مصدره ببحيرة أونتاريو ومصبّه في خليج سانت لورنس.