مجموع الوسائل المستعملة في نقل المعلومات إلى الجماهير المختلفة والتأثير عليها، لذلك فهو مصطلح جامع للسَّمَع والمَيَش والطَّبَع، أي الإذاعة والرَّناة والمَخالة والإشباكة والكتاب والجريدة والصحيفة والمجلّة والنشرة والخطب والمحاضرات وغيرها. يقوم البلغ بوظيفة التفسير والتعليق على الأخبار والموضوعات، وتوضيح المغزى منها، وفي نقل التراث الإنساني من جيل إلى جيل، ونشر الأخبار وإذاعتها من داخل المجتمع ومن خارجه، ويقوم بالتأثير في الرأي العام سلبا أو إيجابا نحو قضية معيّنة ويكوّنه، كما يبثّ العادات والتقاليد والقيم الإيجابية في المجتمع ويحرّض على تبنّي السلوك السوي، ويكشف الانحرافات ويلفت الأنظار والانتباه إلى القضايا المهمّة في المجتمع، ويزيد من الترابط الاجتماعي ومن انتماء الأفراد إلى مجتمعهم. ويعمل البلغ على الترفيه عنّا، ويُسهم في التنشئة الاجتماعية ويعلّمنا ويثقّفنا ويَبيع لنا الأشياء ويَبيعنا للمؤسّسات التجارية وللمعلنين كجمهور. وقد أعطى البلغ لعمليات الاتصال القدرة على إحداث التأثير المطلوب مع توسيع لدوائره وجعلها تتجاوز نطاق المحلّية والقومية، وقد أصبح البلغ من طَبَع ومَيَشٍ وسَمَع أدوات يستعين بها الإنسان لتبليغ فكره وإقامة نظمه واستيعاب فكر غيره فاتّسعت بذلك اهتمامات الإنسانية، ولعلّ أهمّية البلغ تكمن في تعليم الأجيال المتعاقبة ماضي الإنسان وحاضره وحضارته والكون المحيط به.

ويمكن إجمال مهام البلغ في العلاوين الستّة التالية:

1- دراسة المَحاط، بتقديم سريع وكامل عن الأحداث التي تجري في الجوار، ودوره يكمن في الحصول على الخبر وعلى تدقيقه وترجمته ثمّ نشره لتداوله فيما بعد، كما يتعيّن عليه بشكل خاص مراقبة السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية.

2- تحقيق الاتصال الاجتماعي، من أجل تهيئة التسويات عن طريق الحوار بغية حلّ المشاكل الكبرى، أي أن يهيئ اتفاقا أدنى لا يمكن من دونه أن تهدأ الخواطر، والميدان الذي يدور فيه الجدال في عصرنا هذا يوفّره البَلَغ، فهو يربط بين الأفراد، ويربط الأفراد بالمجموعة، ويوحّد المجموعات في أمّة.

3- توفير صورة عن العالم، فالإنسان لا يعرف معرفة مباشرة العالم كلّه، فما يعرفه علاوة على خبرته الشخصية يأتيه من المدرسة ومن البَلَغ بشكل خاص، فمناطق العالم التي لا يتحدّث عنها البلغ، لا وجود لها.

4- نقل الثقافة، لا بدّ من تراث المجموعة المتمثّل في التقاليد والقيم أن ينقل من جيل إلى آخر، ليسبغ على الفرد هوّيته العرقية، فكل امرئ بحاجة أن يستوعب ما يفعل وما لا يفعل.

5- الترفيه والتسلية، للتخفيف من حالات التوتّر التي يتعرّض إليها المرء في المجتمع.

6- الحثّ على الشراء، فالبلغ هو المحرّك الأساسي للإشهار وتدعيم التسويق والاقتصاد الوطني، فهدفه جذب جمهور معيّن وبيعه للمؤسّسات الاقتصادية.

البَلَغ محركة بالفتح، مأخوذة من الإبلاغ والبلوغ أي الوصول، فهي في معنى وسيلة التبليغ والإيصال، والمتخصّص في البلغ يُسمّى بَلَغي والجملع بَلَغيون.