معجم المصطلحات الكبير
فَوْقَمية
العلوم السياسية

يوجد مفهوم الفَوْقَمِية في السياسة والأخلاق والاقتصاد، فالفوقمية السياسية، هي دعوة إلى القضاء على الحدود بين الدول أو إلى تحوّلها الجذري، من أجل قيام حكومة عالمية، أو نظام تمثيلي يعلو فوق التقسيم السياسي والقومي، أمّا الفوقمية الأخلاقية، فتؤيّد ما يُسمّى بالفضاء العولمي global sphere للمكانة الأخلاقية المتساوية، فعلى سبيل المثال، فإنّ لدينا مسؤوليات أخلاقية تجاه الآخرين بغض النظر عن صفة الأمّة أو القوم أو الوطن، فلا يمكن تفضيل الأهل والأصدقاء، أو المواطنين من البلد نفسه على غيرهم من الأشخاص. وتعني الفوقمية في الاقتصاد حرّية التجارة العالمية. يستشهد أتباع الأنواع الثلاثة بعبارة المواطن الفوقمي. من الناحية السياسية يفهم الفوقميون السياسيون هذه العبارة بمعناها الحرفي: أي أنّنا سنصبح مواطنين فوقميين بمجرّد تشكيل الدولة الفوقمية أو العالمية، أو ربّما تأسيس شكل من أشكال النظام الديمقراطي الفوقمي، بينما يستعمل الفوقميون الأخلاقيون العبارة نفسها بمعناها المجازي، أي إنّنا أصلا مواطنون فوقميون لأنّ علينا واجبات تجاه كلّ شخص آخر في العالم، وهذا المسار الثاني للفوقمية هو الذي اتّخذ أهمّية مركزية في الحوارات ضمن النظرية المعيارية في العلاقات الدولية. على الرغم من أنّ الفوقمية الأخلاقية تتوافق مع مجموعة من الترتيبات السياسية بما فيها خلق نظام من الدول المنفصلة ذات السيادة، أو ربّما مناقشة مفهوم دولة العالم، إلاّ أن النقطة الحاسمة تكمن في مواقف الفوقمية الأخلاقية التي تنكر بشدّة أنّ الحدود السياسية إضافة إلى التقسيمات الثقافية، والشعورية، والوطنية، والدينية، والذهنيائية، يمكن أن ترسم حدودا تجعل من الآخرين خَرْجانيين (بَرّانيين) outsiders في مقابل الدَّخْلانيين (الجَوّانيين) insiders.

تعليق

الفَوْقَمية، نحت لعبارة فوق القومية، أي المعتقدات والأفكار والممارسات والسلوكات إلى غير ذلك، التي تعلو فوق التقسيمات القومية والثقافية والشعورية والوطنية والدينية والذهنيائية، وفوق الأوطان والدول والسياسات، وتتجاوزها. يُستعمل مصطلح الفوقمية أيضا استعمال الصفات، كما في مثل قولهم: منظّمة فوقمية supranational organization بمعنى التي تتجاوز القوانين والنظم الوطنية.

«من وجهة النظر الفوقمية الأخلاقية، حقيقة أن يكون الفرد بريطانيا أو أمريكيا، مسيحيا أو مسلما، ابن أحد ما أو ابنته، هي أمور لا علاقة لها بالهدف المتمثّل بإصدار الأحكام التقويمية الأخلاقية. إلاّ أنّه بالنسبة إلى نقّاد الفوقمية الأخلاقية، فإنّ هذه السبيل في الاشتمال تولّد قلقا كبيرا. فإذا اسقطنا جميع الجوانب التفصيلية لهوّياتنا والتي تحدّد من نكون، عندئذ ما الذي يتبقّى؟ وكيف يمكن مثل هذه الصُّوَر المنعكسة عن أنفسنا أن تخوض في التحليل العقلي الأخلاقي؟ هذه تماما هي الأسئلة التي تهتمّ بها الجَمْعانية communitarianism. الجمعانيون ينتقدون المواقف الفوقمية لأنّها تقترح إمكان أن يتجاهل الفرد تفصيلات حياة الإنسان من أجل اتّخاذ قرارات من وجهة نظر محايدة، وهم يعارضون فكرة أنّ العضوية في مجتمعات معيّنة، والمشاركة في ممارستها، محدِّدة أخلاقيا. عندما يكون الشخص فاعلا أخلاقيا moral agent (أو متحمِّلا للواجبات)، فهو أوّلا وقبل كلّ شيء بريطاني أو أمريكي، مسلم أو مسيحي، ابن أحد ما أو ابنته. يقول الفيلسوف ألسداير ماكنتاير Alasdair MacIntyre، إنّ هذا النوع من الهوّيات والأدوار يُحدِّد حتما نقطة البداية الأخلاقية moral starting point الخاصّة بالفرد، وأنّ نتجرّد منها يعني أن يعتبر المرء نفسه غير قادر على القيام بالتحليل العقلي الأخلاقي». (نظريات العلاقات الدولية، التخصّص والتنوّع. تيم دان، وآخرون).

مترادف

مُواطَنة عالمِية

فَوْقَمة

لغة كلزية

cosmopolitanism
لغة فرنسية

cosmopolitisme
مراجع

  • نظريات العلاقات الدولية، التخصّص والتنوّع. تحرير: تيم دان، ميليا كوركي، ستيف سميث. ترجمة: ديما الخضرا. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. سَتَلة ترجمان، الطبعة الأولى، 2016م. الدوحة، قطر.