معجم المصطلحات الكبير
خطّ الرُقْعة
الخِطاطة

خطّ عثماني محض، وهو أبسط الخطوط جميعا، حروفه مستقيمة ومتراصّة ومختزلة ولا تشغل حيّزا كبيرا على السطر لغلبة القِصر عليها، ولا يمكن التصرّف في أشكالها من جهة المدّ والتركيب. تُكتب الحروف بصدر القلم، وفي بعضها رسم لذلك تحسّن بسن القلم مثل نهايات الدال المتصلة والراء والواو. وهو مطموس العيون وخال من الشكل والتسبير، يمكن كتابة نقاطه متصلة ببعض الحروف كالنون المفردة أو الأخيرة والقاف المفردة أو الأخيرة، كما لا تتمايز نقاطه عن بعضها بعضا، وكتابته أسرع من كتابة النسخ. يُحتمل أن يكون خطّ الرقعة قد اُشتقّ من الخطّ الثلثي والنسخي وما بينهما، وأنواعه كثيرة باختلاف غير جوهري في سجلاّت الدولة العثمانية، وحيث إنّه لم يكن مرغوب الاستعمال في الغايات القدسية الكريمة لم يستحسن استعمال الحركات فيه على غرار الخطوط الأخرى، وقد عُثر على كتابات ونصوص قديمة لهذا القلم تعود لسنة 886، ومنها ما كتبه السلطان سليمان القانوني، وهو خليط بين حروف النسخ والديواني الدقيق القديم، ومنها ما كتبه الصدر الأعظم داماد إبراهيم باشا في سنة 973، وهذه النصوص والكتابات تشهد على نشوء خطّ الرقعة على هيئته الأولى منذ عهد السلطان محمّد الفاتح، وليس كما يظن البعض أن مخترعه هو ممتاز بك سنة 1270. وقد كان هذا الخطّ واسع الانتشار في البلاد العثمانية حين وُلِد أبو بكر ممتاز بن مصطفى أفندي في استنبول سنة 1225 الذي تخصّص في كتابته وعكف على دراسته ووضع قاعدة لكتابته بميزان النقاط، وهندس حروفه على غرار موازين الخطوط الإسلامية، فأبلغه من التجويد ذروته ومن الحسن غاية ما بعدها غاية، وكان في تلك الفترة يقوم بتدريس السلطان عبد المجيد خان العثماني. وطريقة كتابة خطّ الرقعة طبيعية لا تصنيع فيها إلاّ في نهايات بعض الحروف كالدال الأخيرة المتصلة والراء والواو، وذلك بتحسين نهاياتها برأس القلم. وعند بداية كتابة هذا الخط، تُرسم نقطة بعرض القلم الذي تكتب به السطور، والبدء بحرف الألف يختلف عن البدء بحرف الجيم والصاد والميم والواو، فلكلّ من هذه الحروف اتجاه خاص في البدء، ولحروفه المركّبة أوضاع لا يلمّ برسمها الكاتب ولا يتفهّمها إلاّ تعلّما عن أستاذ أو شيخ، ويكون طول الألف ثلاث نقط من نقط قلمه الذي يُكتب به، ومن أهمّ دعائم كتابة الرقعة الحرص على هيئة تلاحق الحروف والكلمات بنسبها الأصولية كما رُسمت في ميزان نقطه. وخطّ الرقعة من الخطوط التي عليها مدار ثقافتنا اليوم لاختزاليته وسرعة كتابته ولطافة رسومه.

تعليق

تسمية خطّ الرقعة لا علاقة لها بخطّ الرقاع القديم، فالآراء غير متّفقة في بدء نشوئه وتسميته.

مصطلح قريب

مراجع

  • معجم الكتابة، خضير شعبان. الطبعة الأولى، 1419. دار اللسان العربي، الجزائر.
  • التكوين الفنّي للخط العربي وفق أسس التصميم. الربيز: إياد حسين عبد الله الحسيني. الطبعة الأولى، 1424. جروس برس طرابلس، دار الشؤون الثقافية العامة وزارة الثقافة بغداد، دار صادر بيروت.
  • مصوّر الخط العربي، ناجي زين الدين المصرّف. الطبعة الثالثة، 1400. مطبوعات المجمع العلمي العراقي ببغداد. دار القلم، بيروت. لبنان.

مثال عن خطّ الرقعة كتب في عهد عبد الحميد الثاني العثماني. مصدر الصورة: ديوان اللغة العربية.

خطّ الرقعة على قواعده التامة بقلم الخطاط التركي محمد عزّت.