هو الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الله بن مقلة، أخو الوزير أبي علي محمّد بن علي، كان مولده مع الفجر في سلخ رمضان من سنة 278، وتوفي في ربيع الآخر سنة 338، أخذ الخطّ عن الأحول، ولم يُعرف للأخوين مثيل في الزمان السالف (على قول ابن النديم) وقد كان الاثنان يكتبان على طريقة أبيهما، فالوزير كان أوحد الدنيا في كتْبِه قلم الرقاع والتوقيعات، لا ينازعه في ذلك منازع، وكان أخوه أبو عبد الله هذا أكتب من أخيه في قلم الدفاتر والنسخ، مسلّما له فضيلته، غير مفاضل في كتبته. وقد أشارت بعض الكتب إلى أنّ ابن مقلة وضع خطّ النسخ سنة 310 في زمان المقتدر بالله ووزارة ابن الفرات، ولمّا كانت كتابة هذا الخطّ أسهل على العامّة فقد رغبوا فيه وأقبلوا عليه حتّى شاع في الأمصار، وأمر الخليفة أن يُنسخ القرآن به، على أنّ يدوّنوا رؤوس السور بالمحقّق والريحان والكوفي والمعقلي.
ولمّا وُلّي أخوه على الوزارة للمقتدر سنة 316 قُلّد ديوان الضياع الخاصّة، وديوان الضياع المستحدثة، وديوان الدار الصغيرة. وصودر ابن عبد الله في أيّام القاهر على خمسين ألف دينار، وقد انقطع بعد ذلك إلى بني حمدان فكانوا يقومون بأمره أحسن قيام. وقد اجتمع في خزائن بني حمدان من خطّه ما لا يُحصى.
وعمل في فنّ الخطاطة عدد من أبناء مقلة وأقربائهم في حياتهما وبعد مماتهما، لكنّ أحدا لم يبلغ مقامهما في هذا الفنّ. ومن أبنائهما المشهورين : أبو محمّد عبد الله، وأبو الحسن بن أبي علي، وأبو أحمد سليمان بن أبي الحسن، وأبو الحسين أبو علي، ويقول ابن النديم : رأيت مصحفا بخطّ جدّهما.