معجم المصطلحات الكبير
كُنارة
الفلك

الكُنارة، هي زُجالة شديدة السطوع تفوق في لمعانها الكواكب المرئية بالعين المجرّدة. تُعتبر الزُّجالة كنارة إذا تجاوز سطوعها قدر −5، وهي أكثر سطوعا من كوكب الزُّهَرة الذي يُعدّ ألمع الكواكب بقدر −4,7. تُعدّ الكُنارات ظاهرة نادرة نسبيا، إذ يُسجّل واحدة من كلّ ألف زُجالة على هيئة كنارة. بعض دُفوق الشهب، مثل شُهُب الجوزاء geminids، تشتهر بكونها غنيّة بالكُنارات، ممّا يجعلها مثيرة للاهتمام بالنسبة لهواة الفلك والمراقبين. تتشكّل الكُنارات بسبب دخول زُجال أكبر حجما من المعتاد إلى سُكاك الأرض. هذا الزُّجال يكون عادة من أصول أفْلَكية asteroid وليست مذنّبية، ممّا يجعله أكثر كثافة وأقلّ عرضة للتفكّك التامّ خلال مروره بالسُّكاك. في حال كانت كتلة الجسم كبيرة بما يكفي، فإنّه قد ينتج عن الكُنارة زُجالة تصل إلى سطح الأرض، وقد يُطلق على الجسم الذي يسبّب دويا صوتيا نتيجة اندفاعه السريع عبر الهواء اسم «الشَّظاة» bolide. إلى جانب ذلك، تُعتبر دراسة الكُنارات مهمّة في علم الفلك لأنّها قد تشير إلى إمكانية العثور على زُجال على سطح الأرض. هذا الزجال يُمثّل فرصة ثمينة لدراسة تركيبة الموادّ القادمة من الفضاء الخارجي، وتحديد خصائصها الريزيائية والكيميائية، مما يُسهم في فهمنا لتكوين النظام الشمسي وأصول الكواكب. كما أنّ حدوث الكُنارات قد يرتبط ببعض الأحداث التاريخية الشهيرة، مثل انفجار «تونغوسكا» الذي يُعتقد أنه نجم عن زُجالة أو جسم سماوي مشابه. الكُنارات ليست مجرّد ظاهرة بصرية مدهشة، بل لها دور علمي هامّ في دراسة الفضاء والموادّ الفضائية التي تصل إلى الأرض، كما أنّها تُعدّ مؤشِّرا على حدوث اصطدامات زُجالية قد تشكّل تهديدا حقيقيا للبشرية في حال كانت الأجسام الفضائية كبيرة بما يكفي لتحقّق الكارثة.

تعليق

الكُنارة، كلمة منحوتة من كُرة ونار، بمعنى كرة النار، ترجمةً لمقابلها في اللغة الكلزية. الشَّظاة، من التشظّي، وهو التفرّق والتطاير شظايا، لأنّ الشظاة، شِهاب لامع بشكل خاصّ، يعطي مظهر كُنارة، وكبير بما يكفي لوصول شظاياه إلى الأرض بعد مروره عبر سُكاك الأرض وانفجاره.

لغة كلزية

fireball
مراجع

  • Encyclopedia of Astronomy and Astrophysics. Paul Murdin. Institure of Physics Publishing, 2001. CRC Press