مبدأ في الاصطلاح يقوم على وضع أفعال جديدة في اللغة على اعتبار أن بعض أحرف الزيادة في الكلمات أصلية، كقول القدماء تمذهب وتمنطق وتمسكن وتمدْرع من المدْرعة، والمحدثين تمركز وتموضع وتمفصل، وتوحي ألفاظ الأفعال تمذهب وتمنطق وتمسكن وتمدْرع بأنّها رباعية على «فَعْلل» ويقتضي ذلك أن تكون الميم أصلية، ولكن المواد اللغوية لهذه الكلمات ثلاثية والميم فيها زائدة، ومبدأ توهّم أصالة الحرف يُجيز هذه الأفعال على تقدير أنّ الميم أصلية فيها لما يوحيه تتابع حروفها من تمحّض بالأصالة. ومن ذلك أيضا كلمة «الاتّخاذ» على صيغة الافتعال من الأخذ إلاّ أنّه أُدغم بعد تليين الهمزة، وإبدال التاء، ثمّ لمّا كثر استعماله على لفظ الافتعال توهّموا أنّ التاء أصلية فبنوا منه «فعِل، يفْعل» فقالوا: «تخِذ يتخذ» وقُرئ «لتخذت عليه أجرا» وكذلك الفعل أشّر على كذا أي وضع عليه إشارة وهو فعل مولّد على توهّم أصالة همزة الإشارة. ومن ذلك أيضا تمرْأى أي نظر في المرآة، وفي الحديث: «لا يتمرْأى أحدكم في الماء» أي لا ينظر وجهه فيه. ومثلها «إمّعة» وهو الذي يتابع كلّ أحد على رأيه ويقول: «أنا معك» ومنه قول ابن مسعود: «لا يكوننّ أحدكم إمّعة». فإنّهم حكموا بأنّ همزتها أصلية فصيغتها فِعّلة، مع أنّ الظاهر أنّها زائدة دخلت على لفظ «مع» فمكوّن صيغتها أفْعلة، وقالوا إنّ أفعل وأفعلة لا يكونان صفة. ومثلها أيضا تمدّل بالمنديل وتمندل والمعنى واحد، أخذا من منديل الذي هو في الأصل من الندْل وهو الجذب لأنّه يجذب إليه الوسخ، وأيضا قولهم: تمكّن، وأمكن بمعنى ثبت واستقرّ، من «مكان» اسم على صيغة مَفْعل، ومادّته اللغوية «كون» وليس «مكن».