معجم المصطلحات الكبير
حُسْنُ الخِتام
اللغة والأدب

هو أن ينهي الشاعر قصيدته نهاية مريحة للسامع، بحيث تطمئن إليها نفسه، ولا تتطلّع إلى ما يُحتمل أن يكون بعد ذلك. فمنه قول أبي نواس في ختام إحدى مدائحه:

فإن تولني منك الجميلَ فأهلُه ⁂ وإلاّ فإنّي عاذر وشكورُ

أو قول النابغة في خاتمة إحدى اعتذارياته:

ها إنّ ذي عذرة إلاّ تكن نفعت ⁂ فإنّ صاحبها مشارك النكدِ

فقد أحاط كلا الشاعرين بكل احتمال قد يخطر ببال السامع، نفيا لكلّ شاغل قد يثير نفسه تطلّعا إليه. ومن الملاحظ أن حسن الختام –هذا الذي قُصد به إراحة السامع– لم يعد محمودا في شعرنا المعاصر، بل المحمود في خواتيم قصائده: إثارة هذا السامع وإيقاظ ذهنه، وتنبيه نفسه، وإطلاق فكره وتأمّلاته.. أي أن تبدأ متاعب السامع من حيث تنتهي متاعب الشاعر، وهو يلقي عن كاهله آخر معنى مع آخر بيت من قصيدته.. وذلك لاختلاف الغاية من الشعر في كلّ عصر. فبينما كانت الغاية الإمتاع فيما مضى، أصبحت هذه الغاية هي التأثير والإغناء، والتوجيه والإثارة في شعر هذا العصر. ومن أمثلة ذلك ما قاله الشاعر، الربيز: أحمد سليمان الأحمد في ختام قصيدته (أشجار وراء السياج)، كأنّما يرمز بذلك إلى آمال دونها العقبات والصعاب، بقوله:

كالخَضْر أعلم إذا أقيم جداره ⁂ أي الكنوز تنام تحت جداريا

مستفيدا من الواقعة الدينية المعروفة، مشيرا بالكنز إلى ما لم يَبُح به ممّا توحي به معاني قصيدته من أشياء يدركها جيّدا، دون أن يصرّح بها لأمر ما، في إثارة للقارئ ليفكّر مليا، متوسّلا بالإيحاءات التي خلّفتها أفكار القصيدة في نفسه تارة، أو بالعودة إلى القصيدة نفسها تارة أخرى، يستنطقها، علّها تبوح بشيء من ذلك. ففي الإثارة الفنّية إغناء لذهن القارئ أي إغناء.

تعليق

أُخذ النصّ من كتاب البلاغة العربية في فنونها، للربيز: محمّد علي سلطاني، كان مدرّسا في كلّية الآداب بجامعة دمشق.

مراجع

  • البلاغة العربية في فنونها. الربيز: محمّد علي سلطاني. مديرية الكتب الجامعية، جامعة دمشق، 1400، 1980م. دمشق، سوريا.