معجم المصطلحات الكبير
محْمُود جلال الدين
الخِطاطة

يُعتبر محمود جلال الدين بن محمّد الداغستاني إماما من أئمة الخطّ الأتراك العثمانيين، وُلد في داغستان، ثمّ نزح إلى تركيا وأقام في حي «استاوريس» في قرية جنكل، ثمّ دخل استنبول، ووفقا لإحدى الروايات، فإنّه كان تلميذا لآق ملاّ عمر أفندي، وفي رواية أخرى فإنّه تلميذ الأستاذ راسم، مشق الخطّ على عبد اللطيف أفندي، ويذهب البعض إلى أنّه لم يكن قد مشق الخطّ بالتعلّم من أحد، على الرغم من أنّه رغب في الكتابة على «يماق زاده صالح» ثمّ توجّه إلى أبي بكر راشد الذي عاب خطّه قائلا: إنّ تجويد الخطّ متوقّف على كثرة الكتابة فحسب، ولكنّ جلال الدين كان لا ينقاد لأحد وأظهر تحدّيا ذاتيا بسعيه وجدّه واجتهاده، وأبّى أن يتلقّى الخِطاطة على أي خطّاط، وأراد أن لا يكون انتسابه إلى أي مَحْضرة سوى محضرة نفسه، وقد وصل فيما عزم عليه، وأصبح صاحب ميزات مكّنته من أن يتربّع على قمّة مجد صنعه بنفسه، ويُصبح محضرة يقلدّها فيما بعد أولئك الذين أُعجبوا بأسلوبه. لا يُعرف تاريخ مولده أمّا وفاته فكانت في استنبول سنة 1245، ودفن في ساحة فناء «الشيخ مراد». كتب بخطّه على مقبرة والدة السلطان «سليم»، السلطانة «مِهْر شاه». عاصر كلاّ من مصطفى راقم وإسماعيل الزهدي، وقام بتقليد «كرّاس» كان قد كتبه الحافظ عثمان في حدود سنة 1106، وأعاد جلال الدين كتابة الكرّاس نفسه في حدود عام 1226، فكتب أحدّ المؤرّخين للخطّ أنّ الخطّاط قد كتب خطّ الثلث عام 1106، وكتب النسخ سنة 1226، فوقع الوهم في هذا الأمر. كان من بين من تتلمذ عليه زوجته الخطّاطة أسماء عبرت دُفنت قرب زوجها، وكذلك تلميذه المعروف بجمال الدين، ومحمّد طاهر، ومع قلّة تلاميذه فإنّ الذين تلقّوا عليه الكتابة كانوا من أمهر الخطّاطين، ومردّ ذلك إلى إخلاصه في التعليم وخدمة هذا الفنّ.

مراجع

  • معجم الكتابة، خضير شعبان. الطبعة الأولى، 1419. دار اللسان العربي، الجزائر.
  • الخطّ والخطّاطون. حبيب أفندي بيدابيش، ترجمة وتقديم: سامية محمّد جلال، مراجعة: الصفصافي أحمد القطوري. الطبعة الأولى، 2010. المركز القومي للترجمة، إشراف جابر عصفور.
  • موسوعة الخطّ العربي والزخرفة الإسلامية، محسن فتوني. الطبعة الأولى، 2002م. شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، لبنان.

قطعة بالثلث والنسخ لمحمود جلال الدين نقلا عن الحافظ عثمان، كتبها سنة 1206. مصدر الصورة: شبكة المبدعين.