المطبعة الثعالبية أوّل مطبعة أُنشئت في الجزائر، منسوبة إلى العلاّمة عبد الرحمان الثعالبي، أنشأها السيّد رودوسي قدّور بن مراد التركي، وهو تركي الأصل سنة 1214، وقد ساهمت هذه المطبعة في نشر الكتب الجزائرية وغيرها، وقد كان الإنتاج الجزائري وفيرا إلاّ أنّ الإمكانيات الصِّنْعية الضرورية لعملية الطبع لم تستطع أن تسايره حيث كانت الزوايا منهلا غزيرا للمخطوطات يتوافد عليها العلماء، والجدير بالذكر أنّ مطابع أخرى ظهرت بعد المطبعة الثعالبية وهي:
- مطبعة النجاح ظهرت عام 1919م لصاحبها عبد الحفيظ بن الهاشمي،
- مطبعة قسنطينة أُنشئت عام 1920م على يد العلامة عبد الحميد بن باديس،
- المطبعة العربية ظهرت عام 1920م لصاحبها أبي اليقظان الإباظي،
- مطبعة العلوية لصاحبها مصطفى العلوي،
- مطبعة المغرب العربي ظهرت عام 1937م على يد الشيخ حمزة بوكوشة،
كما ظهرت في الجزائر مطابع استعرابية تقوم كذلك بنشر التراث العربي والكتب الفرنسية وهي:
- المطبعة الإفريقية.
- مطبعة بروسبير بوردي بروجي.
- مطبعة فنتانه.
- مطبعة جوردان.
مع وجود كل هذه المطابع إلا أن المطبعة الثعالبية كانت هي الأقوى في نشر التراث العربي الإسلامي وطبعه، وقد كان الطبع على مرحلتين: مرحلة الخط الثعالبي العتيق، وهو خطّ مغربي. ثمّ مرحلة الخط المشرقي. وقد ذهب طبع الكتب في هذه المطبعة إلى أبعد من نشر التراث الجزائري وعلى سبيل المثال لا الحصر.
- متن خليل في الفقه طبع 1903م.
- متن العاصمية لأبي بكر بن عاصم الغرناطي طبع سنة 1327.
أما الكتب التي طُبعت بالمطبعة الثعالبية والخاصة بالجزائريين فهي كتب نادرة اليوم منها:
- تعطير الأكوان في شذا نفحات أهل العرفان لمحمد بن الصغير بن الحاج المختار طبع عام 1916م وهو كتاب في التراجم.
- منار الإشراف على فضل عصاة الأشراف ومواليهم من الأطراف لعاشور بن محمد الخنقي، طبع عام 1914م، وقد رد عليه عبد الرحمان الديس في كتابه هدم المنار وهو مطبوع كذلك بالمطبعة الثعالبية.
- معجم مختصر شرح ما أُبهم من كتاب الجواهر الحسان للثعالبي طبع سنة 1328.
- إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن، لمحمد بن علي السنوسي طبع عام 1914م.
- كشف الرموز، لابن حمادوش طبع عام 1928م.
- البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، لابن مريم، طبع عام 1908م.
وقد تفرد الشيخ بشير ضيف بن أبي بكر بن البشير بن عمر الجزائري بكتاب أسماه «جهود المطبعة الثعالبية في نشر وطبع التراث الجزائري» وبحثا آخر أسماه «بواكير الطبع في الجزائر» وهما كتابان مخطوطان ما يزالان غميسان حتى الآن، وقد وضع فهرسا لكل ما طبعته المطبعة الثعالبية من تراث إسلامي عربي.