علي بن الحسين بن علي المسعودي (توفي سنة 346)، ولد في بغداد ونشأ بها، ثمّ رحل منذ صباه لجمع المعلومات التاريخية والإراضية، فتنقّل في أرجاء العالم الإسلامي وخارجه، وألّف كتبه العديدة التي تكشف عن تنوّع ثقافته وسعة اطّلاعه، وقد تناول عصر الخلافة الراشدة في كتابه «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، ويرى الحافظ الذهبي أنّه كان معتزليا، ويرى الحافظ ابن حجر بأنّ «كتبه طافحة بأنّه كان شيعيا معتزليا»، وخلص أحد دارسيه (سليمان بن عبد الله السويكت: منهج المسعودي في كتابة التاريخ، 74) إلى أنّه «ذو ميول شيعية قوية» وساق أدلّة قوّية تؤكّد رأيه. لم يذكر المسعودي أسانيد الروايات ولا أسماء المصنّفات التي ينقل عنها كلّ خبر، مكتفيا بقائمة الكتب التاريخية التي ساقها في مقدّمة كتابه، ويبرز بينها ممّا يعرض لتاريخ عصر الراشدين كتب أبي مخنف لوط بن يحيى (توفي سنة 157)، والهيثم بن عدي الطائي (توفي سنة 207)، ومحمّد بن عمر الواقدي (توفي سنة 207)، وأبي الحسن علي بن محمّد المدائني (توفي سنة 225)، وأحمد بن يحيى البلاذري (توفي سنة 279). لاحظ أحد دارسيه أنّه يفضّل عليا على سائر الصحابة، وأنّه يوحي بأنّ له الأفضلية في تولّي الخلافة، ويصف مخالفيه من الصحابة بالعثمانية ويتّهمهم بالطمع، ويُظهِر انحيازا واضحا في أحداث صفّين، وبتعبير دارس آخر للمسعودي «كان يحاول تقديم رأي شيعي في التاريخ الإسلامي» (السويكت). (عصر الخلافة الراشدة، أكرم ضياء العُمري).