النَّسْجَة في مفهومها الواسع، هي مظهر الصخر العام حسب حجم بلّوراته المتماسكة وترتيبها واتّجاهها، وهي خصيصة مهمّة جدّا، لأنّها تكشف الكثير عن المَحاط الذي نشأ فيه الصخر. تختلف أنواع النَّسَجات في الصخور النارية المتخمّمة عن التي توجد في الصخور الرُّسابية، قد يُستعمل أحيانا مصطلح التركيب مترادفا للنسجة. هناك أربعة أنواع من النسجات التي تميّز الصخور النارية:
(1) النسجة الجشيمة texture grenue: هي التي تكون فيها كلّ البلوّرات كبيرة الحجم (من عدّة مئقاسات إلى عدّة قَوْسات)، ومتطوّرة بشكل متساو تقريبا. تتوافق هذه النسجة مع التبريد البطيء للمهل في الأعماق، حيث يمكن أن يتطوّر أيضا عدد قليل من البلّورات ليصل إلى أحجام أكبر. فالصخور الجشيمة ذات البلّورات الكبيرة تبدو على هيئة كتلة من الحُباب المتراصّ، والتي هي من الكبر بحيث يمكن تحديد المعادن التي تحتويها بالعين المجرّدة، ونظرا لأنّ الصخور الجشيمة تنشأ عادة في أعماق سحيقة من الأرض، فإنّ تكشّفها على السطح وبروزها، ينتج عن الكَثْح للصخور التي كانت تغطّيها من قبل وتحيط بالحُجْرة المُهلية.
(2) النسجة الرتينة texture microgrenue: عندما تظهر بضع بلّورات كبيرة مدمجة في كتلة من البلورات الأصغر. تدل على أنّ التبريد قد حدث بسرعة أكبر في الأعماق الضحلة.
(3) النسجة القَشَوِية texture microlithique: تظهر هذه النسجة عددا قليلا من البلورات الكبيرة، المدمجة في كتلة متحاتنة، حيث لا يمكن تمييز البلورات الصغيرة جدا إلاّ بالمجهر، غالبا ما تكون هذه البلّورات على شكل عَصَوي، وتكون القَشَوات مُكتنفة في عجينة من الزجاج. تُبيّن هذه النسجة أن تبريد المهل قد حدث على ثلاث مراحل: في العمق حيث تطوّر عدد قليل من البلورات الكبيرة، ثمّ أثناء صعود الصهارة المهلية على عمق متوسط ظهرت القَشَوات بالتبلور السريع، ثمّ وصول الصهارة إلى السطح وانصباب الحمم اللابية على الجَدالة، فنتج عن ذلك ظهور الزجاج غير المتبلور، نتيجة للتبريد المفاجئ والسريع للاّبة.
(4) النسجة الزجاجية texture vitreuse: هي التي لا تتبدّى فيها أي بلورة؛ وتتوافق مع التبريد السريع جدّا (حالة المقذوفات البركانية).
خ= خُراز quartz، م= مُهاق feldspath، ش= شُران pyroxène، ص= صَرَق mica
1- نسجة جشيمة، 2- نسجة رتينة، 3- نسجة قَشَوية