معجم المصطلحات الكبير
ذَكالة
الاعتلام

مجموعة من النظريات والصِّنْعات المستعملة في إنشاء الخوارزميات وتطبيقها في مَحاط الحوسبة الحَرَكوتية dynamic computing، من أجل تمكين الحواسيب من محاكات التفكير والذكاء البشري، وإنتاج آلات لها مقدرة على التصرّف مثل البشر. تُعرّف الذكالة أيضا على أنّها: فرع من العلوم والصِّنْعِياء الحديثة تهدف إلى استكشاف أسرار الذكاء البشري من ناحية وزرع الذكاء البشري في الآلات قدر الإمكان من ناحية أخرى، بحيث تكون الآلات قادرة على أداء الوظائف بذكاء على قدر استطاعتها. (زونغ، 2006م). أنظمة حاسوبية صُمّمت للتفاعل مع العالم من خلال القدرات التي نفكر فيها عادة على أنها بشرية (لوكين وآخرون، 2016م). تنطوي الذَّكالة على آلات قادرة على تقليد وظائف معيّنة للذكاء البشري، بما في ذلك ميزات، مثل: الإدراك، والتعلّم، والتفكير، وحلّ المشكلات، والتفاعل اللغوي، وحتّى إنتاج عمل إبداعي، (لجنة اليونسكو العالمية لأخلاقيات المعرفة العلمية والتكنولوجيا COMEST، سنة 2019م).

بدأت الذكالة كنظام علمي رسميا سنة 1956م، في كلية دارتموث في هانوفر بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال انعقاد مدرسة صيفية نظمها أربعة باحثين أمريكيين: جون مكارثي، مارفن مينسكي، ناثانييل روتشستر، كلود شانون، ثم أخذ هذا الفرع من الاعتلام في الانتشار أكثر مع مرور الوقت، لا سيّما حين انبثقت عنه صِنْعات أسهمت بقدر كبير في تغيير ملامح العالم على مدى السنين الماضية. من وجهة نظر جون مكارثي ومارفن مينسكي، كما هو الحال بالنسبة للقائمين الآخرين على المدرسة الصيفية بكلية دارتموث، كانت الذكالة تهدف في البداية إلى محاكاة كل واحدة من مختلف قدرات الذكاء، بواسطة الآلات، سواء كان ذكاء بشريا أو حيوانيا أو نباتيا أو اجتماعيا أو تصنيفا تفرعيا حِياويا. وقد استند هذا النظام العلمي أساسا إلى افتراض أن جميع الوظائف المعرفية، ولا سيما التعلّم، والاستدلال، والحساب، والإدراك، الحفظ في الذاكرة، وحتى الاكتشاف العلمي أو الإبداع الفني، قابلة لوصف دقيق لدرجة أنه يمكن نهجلة حاسوب لاستِنساخها. ومنذ وجود الذكالة أي منذ عقود من السنين، ليس هناك ما يفنّد أو يثبت بشكل قاطع هذه الفرضية التي ما تزال مفتوحة وخصبة في آن واحد.

 

شهدت الذكالة العديد من التطورات خلال فترة وجودها القصيرة. لخّصها جان-غابريال غاناسيا في ست مراحل، نوردها كما جاءت في مصدرها، وهو مقال على موقع اليونيسكو بعلوان: الذكاء الاصطناعي، بين الأسطورة والواقع:

  • 1- زمن الأنبياء :
  • في بادئ الأمر، وفي نشوة الابتكار والنجاحات الأولى، انجرّ الباحثون في تصريحات مبالغ فيها نوعا ما، استُهدفوا على إثرها بانتقادات كثيرة. وعلى سبيل المثال، في عام 1958م، صرّح الأمريكي هيربرت سايمون، الذي حاز في وقت لاحق على جائزة نوبل للاقتصاد، أنه في غضون عشر سنوات ستصبح الآلة بطلة عالمية في لعبة الشطرنج، إذا لم يتمّ استبعادها من المسابقات الدولية.
  • 2- السنوات المظلمة :
  • بحلول منتصف الستينيات، تعثرت وتيرة التقدم. وتمكن طفل في العاشرة من العمر من التغلّب على الحاسوب في الشطرنج سنة 1965م. وأشار تقرير أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي سنة 1966م إلى القيود المتأصّلة في الترجمة الآلية. فتعرّضت الذكالة لدعاية سلبية لمدة عشر سنوات.
  • 3- الذكالة الدلالية :
  • على الرغم من ذلك لم تتوقف البحوث، لكنها أخذت اتجاهات جديدة. وانصب الاهتمام على النفسياء المتعلّقة بالذاكرة وعلى موافيق الفهم لمحَاولة محاكاتها على الحاسوب، كما نشأ الاهتمام بدور المعرفة في التفكير المنطقي. وهذا ما أدّى إلى ظهور صِنْعات التمثيل الدلالي للمعارف التي تطورت إلى حد كبير في منتصف السبعينيات، والتي أدّت أيضا إلى تطوير ما يسمى بالنظم الخبيرة - سمّيت كذلك لأنها قد تتطلب استعمال معرفة خبراء مهنيين لاستنساخ طريقة تفكيرهم. وقد أثارت هذه النظم آمالا كبيرة في أوائل الثمانينيات بفضل التطبيقات المتعدّدة التي أُنتِجت، ومنها على سبيل المثال، التشخيص الطبي.
  • 4- الاتصاليّة الجديدة وتعلّم الآلة :
  • لقد أدّى تحسين الصِّنْعات إلى تصميم خوارزميات تعلّم الآلة التي مكّنت الحواسيب من تجميع المعارف وإعادة نهجلتها تلقائيا انطلاقا من تجاربها الخاصّة. وقد أفضى ذلك إلى ظهور تطبيقات صناعية (تحديد بصمات الأصابع، والتعرف على الكلام، إلخ)، حيث تتواجد صِنْعات مستمدة من الذكالة، والاعتلام، والحَيالة (الحياة الاصطناعية)، وغيرها من الاختصاصات، بغرض توفير نظم هجينة.
  • 5- من الذكالة إلى الواجهة بين الإنسان والآلة :
  • اعتبارا من أواخر التسعينيات من القرن الماضي، رُبطت الذكالة بالحواتِل وبالوَاجهة بين الإنسان والآلة، لإنتاج حواسيب ذكية توحي بوجود أوضاع عاطفية ومشاعر. مما أدّى، على سبيل المثال لا الحصر، إلى إحصاء العواطف (الحَوْطفة أي الحوسبة العاطفية) الذي يقيّم ردود فعل الفرد الناتجة عن مشاعره ليعيد إنتاجها على الآلة، ولا سيما إلى تطوير حواتل قادرة على المحادثة.
  • 6- نهضة الذكالة :
  • منذ عام 2010م، بفضل قوة الآلة، أصبح من الممكن استغلال البيانات الضخمة بواسطة صِنْعات التعلّم العميق التي تعتمد على استعمال الشبكات العصبية الشكلية. ويجرنا ظهور تطبيقات مثمرة في العديد من المجالات (التعرف على الكلام، التعرف على الصور، فهم اللغة الطبيعية، سيارة ذاتية القيادة، إلخ) إلى الحديث عن نهضة الذكالة.

تعليق

الذَّكالة، هي المعروفة بالذكاء الاصطناعي، مصطلح منحوت من ذكاء وآلة، أي الذكاء الآلي. والعالم بها ذَكالي، الجمع ذكاليون، والعالمة ذكالية والجمع ذكاليات.

مترادف

ذكاء اصطناعي

مصطلح قريب

لغة كلزية

artificial intelligence
AI
لغة فرنسية

intelligence artificielle
IA
مراجع

  • الذكاء الاصطناعي والتعليم، إرشادات لواضعي السياسات، التعليم 2030. اليونسكو، 2021م.
  • ar.unesco.org/courier/2018-3/ldhk-lstny-byn-stwr-wlwq

هل يمكن للآلة أن تصبح أذكى من الإنسان؟ يرد جان غابريال غاناسيا: لا، هذه أسطورة مستوحاة من الخيال العلمي.