الحَيالة، هي الدراسات والتطبيقات الصِّنْعية التي تهتم ببناء منظومات حوسبية قادرة على أن تحاكي بِنْية الكائنات الحيّة ووظائفها وسلوكها. تأسس أوّل بحث في الحَيالة سنة 1987م، حين بادر كريستوفر لانغتون Christopher Langton، الذي كان يعدّ بحثا لنيل شهادة الرَّبازية آنذاك، بتنظيم ندوة بلوس ألاموس في نيو ميكسيكو عن موضوع: تركيب الأنساق الحِياوية ومحاكاتها، التي نشرت أعمالها كاملة سنة 1989م، وقد كان هو من كتب وقائعها. يقول لانغتون عن موضوعها: «هو دراسة المنظومات المصنوعة التي تبدي سلوكا مشابها لسلوك المنظومات الحيّة الطبيعية، وهو بذلك يتكامل مع العلوم الحِياوية التقليدية التي تُعنى بتحليل العِضاوات، بمحاولة تخليق سلوكيات مشابهة للحياة داخل الحاسوب، أو في أي مَحاط صناعي. إنّ الحيالة، بتوسيعها للأساس التجريبي الذي تتأسّس عليه الحِياوة إلى ما وراء الحياة المرتكزة على السُّخام التي نشأت على كوكب الأرض، تهيئ لنا الفرصة للنظر إلى الحياة كما نعرفها، في إطار أوسع هو الحياة كما يمكن أن تكون». ويضيف قائلا: «إنّ الحَيالة تنظر إلى الحياة بوصفها خصيصة لتنظيم المادّة لا بوصفها خصيصة للمادّة التي تتبدّى فيها، وإذا كانت الحِياوة التقليدية تُعنى في المقام الأوّل بالأسس المادّية للحياة، فإنّ الحيالة تُعنى بالأسس الصورية (المنطقية)، وهي تبدأ انطلاقا من القاعدة bottom فتنظر للكائن الحي بوصفه مُكوَّنا من عدد كبير من المَوافيق (الميكانيزمات) البسيطة لتعمل بعد ذلك على إنشاء كِيانات مؤلّفة من مكوّنات بسيطة تحكم سلوكَها قواعد مقرّرة سلفا، وينشأ عن تفاعلاتها غير الخطّية nonlinear بين بعضها البعض حَرَكوتات (ديناميكيات) شبيهة بحركوتات الكائنات الحيّة، إنّ الفكرة المفتاح للحيالة هي السلوك المستجد emergent behavior». أي أنّ الفرض الذي تقوم عليه الحَيالة كنظام علمي جديد، هو أنّ الأسس الجوهرية لظاهرة الحياة يمكن معرفتها وصياغتها على هيئة نماذج بسيطة نسبيا.

الحَيالة، هي المعروفة بالحياة الاصطناعية، مصطلح منحوت من حياة وآلة، أي الحياة الآلية. العالم بها حَيالي، الجمع حَيالِيون، والعالمة حَيالية والجمع حيالِيات.

«على الرغم من اهتمام العديد من العلماء بالجوانب المختلفة لموضوع الحيالة، إلاّ أنّ جهودهم ظلّت متفرّقة إلى أن عُقِد أول مؤتمر حول الموضوع في سبتمبر 1987م في معمل لوس ألاموس الوطني في الولايات المتّحدة. وقد عبّر كريستوفر لانغتون، منظّم المؤتمر ومحرّر كتاب وقائعه، عن الدافع من وراء عقده، بقوله: إنّه الإحباط الذي ولّدته الجهود المبعثرة في مجال النمذجة والمحاكاة الحياويتين. وقد حضر هذا المؤتمر أكثر من 160 عالم من تخصّصات متعدّدة ومتباعدة، مثل الإناسة، والحياوة، والريزياء، والتِّياسة، والاعتلام، كما تنوّعت تخصّصات المشاركين تنوّعت أيضا موضوعات البحوث التي ألقيت ونوقشت فيه، فاشتملت على موضوعات، مثل: النماذج التياسية لأصل الحياة وتطوّرها، التلقنة المتوالدة، محاكاة أسراب الطيور المهاجرة، التطور الدارويني للعِضاوات في بيئات مصطنعة، وهكذا كانت بداية تبلور موضوع الحَيالة كفرع مستقلّ من فروع الاعتلام». الربيز: السيّد نصر الدين السيّد.