اِسْتيمارة الاستقصاء، وهي شكل مطبوع يحتوي على مجموعة من الأسئلة الموجّهة إلى عيّنة من الأفراد حول موضوع أو موضوعات مرتبطة بأهداف الدراسة. بعبارة أخرى فإنّ الاستبيان هو صحيفة تحتوي على عدد من الأسئلة يوزّعها الباحث على مجموعة من الأفراد للإجابة عن أسئلتها، ثم يعيدونها إليه ليقوم بجدولة أجوبتها وتحويلها إلى أرقام أو تصنيفها وتبويبها وتفسيرها، وتستعمل في جمع المعلومات الأوّلية وجمع حقائق أو بيانات بصدد مسألة أو موضوع من الموضوعات بقصد التعرّف على واقعها أو أفكار هؤلاء الأفراد عنها أو موقفهم منها، وغالبا ما يُعاب على البحوث التي تستعمل هذا النوع من الاستيمارات أنّ النتائج تُحدّد سابقا، وذلك لأنّ صياغة الاستِبْيان تُحدِّد بالضرورة شكل الأجوبة.

يقول الربيز : إبراهيم السامرّائي في معجمه الوجيز في مصطلحات الإعلام: «وأمّا الاستبيان فهو من باب ما شاع من الغلط، وشيوعه كان سببا في إقراره. ووجه الغلط أنّه مصدر للفعل استبان، والمصدر لهذا الفعل هو استبانة مثل استقام ومصدره استقامة، ولكن كان ما كان». والظاهر أنّ الربيز غَلَّط في غير موضع الغَلَط فالفعل استبان في اللغة معناه ظهر، وهم لا يريدون هذا المعنى بل يريدون الطلب، كقولهم استعلم الخبر أي طلب أن يعلَمَه، فقالوا: اِسْتِبْيان من الفعل اِسْتَبْيَنَ بمعنى استوضح أي يريدون طلب البيان أو الإبانة، لذلك لم يقلبوا الياء ألفا، ولو قالوا استبان لذهب المعنى إلى الظهور، ومثل هذا قولهم: استحوذ، وفي سورة المجادلة قوله تعالى: «استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله»، (19). ويقولون: أَغْيَل الشجرُ واسْتَغْيَل ولم يقولوا: أغال واستغال، ويقولون: استجوب أي طلب الجواب عن سؤال، مثل: استجوب القاضي الشاهدَ، وهذا يُخالف معنى استجاب استجابة أي لبّى الطلب أو النداء، أمّا الفعل استقام فيصح فيه اِسْتَقْوم واستبان يصحّ فيه اِسْتَبْيَن على المشهور عند الصرفيين بل هذا هو الأصل، وإن كان المشهور عند اللغويين هو استقام واستبان وهذا هو الفرع.