معجم المصطلحات الكبير
حجر رشيد
الكِتابة

حجر من الفَتِين الأسود اكتشفه في عام 1214 ضابط فرنسي كان يعمل في سلاح المهندسين بجيش نابليون، حيث عثر على الحجر مدفونا إلى نصفه في الطين، بالقرب من رشيد الواقعة على مقربة من الإسكندرية في مصر. يحمل الحجر نقشا لمرسوم صادر عن الكهنة المصريين يُخلّد ذكرى تتويج «بطليموس» الخامس «إبيفانيس» ملكا على مصر، من 858 إلى 842 سنة قبل الهجرة (203 إلى 181 سنة ق. م.) وقد نُقش بالقَرْسَم والرَّسَمْساء والخط اليوناني المحفور بالحروف العادية المنفصلة، والنصّ مهم جدا لا سيّما النصّ القَرْسمي الذي كان في حالة سيئة جدا، وقد اُدركت أهمية الحجر منذ البداية، وتكمن أهميته في أنّ أحد نقوشه مكتوب باللغة اليونانية وهي لغة معروفة، باستثناء اللغة القبطية، فكلّ المعلومات الخاصّة بهذه اللغة القديمة قد أصبحت في طي النسيان منذ منتصف القرن الثالث قبل الهجرة. ظلّت اللغة المصرية القديمة لغزا محيّرا أمام عقول الرجال منذ عصر النهظة في أوروبا، واكتشاف حجر رشيد أعطاهم فرصة لاكتشاف لغة مصر القديمة وحضارتها، فلما تُرجم النص اليوناني، اتضح أن موضوعه عبارة عن مرسوم أصدره مجمع الكهنة المعقود في منف بمناسبة الذكرى السنوية لتتويج «بطليموس» الخامس، وذُكر فيه الخدمات التي قدّمها هذا الملك لمصر والتكريم الواجب له مقابلها. ثم بدأت المحاولات في فكّ رموز الرسمْساء، ذلك أن الاعتقاد الخاطئ في أن القرسم كان مجرّد كتابة رمزية هو الذي أخّر البحث فيه زيادة على حالته السيئة، وقد بدأ العمل «سيلفستر دي ساسي» المستشرق الفرنسي، و«جُهان دفيد أكرْبْلاد» وهو سياسي سويدي وعالم نحرير في اليونانية والقبطية، وبمقارنة النصين اليوناني والرَّسَمْسَائي نجح «أكَرْبْلاد» في تبيان كلّ أسماء الأعلام في النص الرسمْسائي التي ذُكرت في النص اليوناني، مع اسم أو اسمين كُتبا في صيغتهما القبطية، وهي أسماء كُتبت بالأبجدية، ثمّ لم يُحْرِز بعد ذلك أي تقدم لاعتقاده أن الرسمساء خطّ أبجدي.

بعد «أكربلاد» ببضع سنين في 1227 تمكّن الطبيب «توماس يونغ» صاحب الميول العلمية الكثيرة أن يُبيّن بعد أن وقعت في يده نسخة من حجر رشيد أن الخط الرسمْسائي  يحتوي على رموز عديدة لا يُمكن أن تكون حروفا أبجدية، وأنّ بعض الأشكال الرَّسَمْسَائِية منحدرة من الكتابة القَرْسَمِية، وأن الحاطات أي الدوائر الملكية الموجودة في الجزء القَرْسَمي تحتوي على اسم وألقاب بطليموس، وعلى الرغم من أن العلماء كانوا يظنّون منذ أمد طويل أن الحاطات كانت تحتوي على أسماء ملوك وملكات مصر، إلاّ أن «يونغ» كان أوّل من أثبت ذلك، وقد افترض أيضا أنّ الرموز المصرية لها أصوات الحروف اليونانية نفسها، وقد تعرّف عليها علامة علامة. وبمقارنة حاطات ملوك وملكات مصر لا سيّما تلك التي من العصر اليوناني الروماني التي يُمكن مضاهاتها أمكن استعادة الجزء الأكبر من الأبجدية المصرية. على الرغم من كلّ هذا فإنّ الترجمة الكاملة كانت تحتاج إلى إلمام واسع باللغة القبطية، وفي هذه الحالة لم يكن أحد يفضل «جان فرانسوا شامبليون»، وهو عالم فرنسي له دراية واسعة باللغة القبطية وهي المرحلة الأخيرة من اللغة المصرية التي كانت تُكتب أساسا بالحروف اليونانية، وقد بدأ اهتمامه بها منذ الصغر، فقد أمضى جلّ وقته في دراستها وغيرها من الأبجديات وطرائق الكتابة التي كانت تؤدّي إلى فكّ رموز الكتابة المصرية القديمة، ولكن لسوء حظّه لم يحرز أي نجاح في بداية أمره لاعتقاده أيضا أن القرسم كتابة رمزية بحتة. لكنّه بمجرّد أن علم أن القراسيم المصرية هي عبارة عن أفكرة وصيتان حتى خطا خطوات كبيرة فاق بها أقرانه، وفي كتابه الذي ظهر عام 1239 أعطى أوّل ترجمة تامة للنصوص المصرية، وفي معجمه الذي نُشر بعد وفاته بيّن بصفة قاطعة الطريقة والقواعد القبطية التي يمكن تطبيقها على النصوص المصرية القديمة، وعلى الرغم من بعض النقص في عمله إلاّ أنّه يُعتبر بحق أعظم شخصية فريدة كان لها القدح المعلّى في تفسير طلاسم القرْسم المصري. كما أن اهتمام «يونغ» و«شامبليون بالكتابة الرسمسائية كان قليل النتائج على الرغم مما بذلاه، والشخص الذي بيّن بصفة قاطعة أن الرَّسَمْسَاء يمكن كتابتها بيسر بالقَرْسَم هو العالم الألماني «هنريخ بروكش في مؤلّفِه العظيم الذي نشره سنة 1284. يوجد حجر رشيد اليوم في المتحف البريطاني بلندن، ويبلغ بُصْر الحجر 28 عشيرا، وارتفاعه 115عشيرا، أما عرضه فيبلغ 70 عشيرا. وقد فُقد جزء من القسم الأعلى وقسم من الضلع الأيمن لهذا الحجر. ومن حسن الحظ أنه عُثر على حَزاة حجرية مقطوعة من حائط معبد فيلا محفوظة بالمتحف المصري، وهي نسخة طبق الأصل من حجر رشيد، ومنها اُستدلّ على الجزء القرسمي المفقود منه.

مصطلح قريب

لغة كلزية

Rosetta stone
لغة فرنسية

pierre de Rosette
مراجع

  • الموسوعة الأثرية العالمية، الهيئة المصرية العامّة. ستلة الألف كتاب الثاني. الإشراف ليونارد كوتريل، تأليف نخبة من العلماء، ترجمة الربيز : محمد عبد القادر محمد والربيز : زكي إسكندر. مراجعة الربيز : عبد المنعم أبو بكر. الطبعة الثانية. 1997م.
  • الموسوعة العربية العالمية. مؤسّسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع. الطبعة الثانية 1419. المملكة العربية السعودية.
  • مفتاح اللغة المصرية القديمة، وأنواع خطوطها وأهم إشاراتها، ومبادئ اللغتين القبطية والعبرية. أنطون زكري. 1417 مطبعة مدبولي، القاهرة، مصر.

حجر رشيد، وقد كُتب بثلاثة خطوط هي القرْسم والرسمْساء والخطّ اليوناني.