خطّ قديم شبيه بالثلث من حيث الجلال والتحقيق، وهو خال من الطمس، تُكتب حركاته بقلم أدق من الذي تُكتب به حروفه، وتكون عراقاته أقلّ عمقا وتقويسا من عراقات الثلث، أي أنّ بطون الجيمات والصادات والعينات فيه مُرسلة، كانت تضاف ثلاث نقاط أسفل السينات لمجرّد الزخرفة. والريحان الدقيق يبدو للمتأمّل كالنسخ الدقيق، إلاّ أنّ بينهما فرقا لا تكاد تميّزه إلاّ عيون العارفين المتمكّنين من فنون الكتابات القديمة، إنّ ألفات الريحان الدقيق كألفات الثلث وأدقّ من ألفات المحقّق الكبير، إلاّ أنّها أكثر استقامة واعتدالا من الثلث، وكذلك في الريحان الكبير، فهي أقلّ استقامة من المحقّق الكبير. كانت المصاحف قديما تُكتب بالمحقّق والريحاني لجمال صورهما المفضّلة في النظر عند التلاوة، واستمرّ تداول قلم الريحان بعد المحقّق زمنا ليس بالقصير، إلاّ أنّه لم يُتوسّع في استعماله كالثلث. لا تُعرف بواكير هذا الخطّ المقتبس من المحقّق، ولا نعلم إن كان ابن مقلّة هو من استخرجه أو ابن البوّاب، أو خطّاط آخر غيرهما، على أنّ المشهور أنّ الريحان قد ارتبط بابن البوّاب.
قيل في تسميته إنّها كانت بسبب تلاقي حروفه الصاعدة، لاسيما حرفي الألف واللام اللذين أشبه ما يكونان بعودين من أعواد الريحان.
- معجم الكتابة، خضير شعبان. الطبعة الأولى، 1419. دار اللسان العربي، الجزائر.
- مصوّر الخط العربي، ناجي زين الدين المصرّف. الطبعة الثالثة، 1400. مطبوعات المجمع العلمي العراقي ببغداد. دار القلم، بيروت. لبنان.