تحرّك كتلة مائية ضخمة ساخنة عند الساي (خط الاستواء) من غرب إلى شرق المحيط الهادئ، نحو الساحل الغربي لأمريكا، في حجم أراضي الولايات المتّحدة الأمريكية، مسبّبة تسخين جزء من مياه المحيط الهادئ وتغيير نظام هطول الأمطار السَّايَوِية (الاستوائية). تُعتبر ظاهرة الازدلاف بعد الرِّياد circulation اليومي والفصلي أهمّ عامل في التغيّرات المناخية في العالم. تحدث هذه الظاهرة في شهر يناير، وتُسبّب في السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية ندرة كبيرة في الاستماك، لذهاب السمك عنها نتيجة ارتفاع حرورة المياه. ينتج الازدلاف عن التدفق الدوري للمياه الدافئة من الساي، ليحلّ محلّ التيّار الصَّرَدي المعروف بتيار «هومبولت» البارد courant froid de Humboldt على طول الساحل البيروفي في بداية الصيف الجنوبي، زهاء ديسمبر-يناير. وهو نِتاج الامتداد غير الطبيعي للتيار السَّايَوِي المضاد باتجاه الجنوب، وعادّة ما يؤثر فقط على السواحل الكولومبية. يتزامن تقدّم المياه الدافئة التي يسوقها هذا التيار مع التعيّل upwelling (موجات المياه الصاعدة) قبالة سواحل البيرو. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب ارتفاع حُرورة هواء البحر في نشوء السحب الركامية cumulo-nimbus التي تولّد أمطارا غزيرة على السواحل الجافّة عادة. يفسر هذا «الحادث» المناخي بوجود شَطَن (شذوذ) في الضغط الجوي فوق جنوب المحيط الهادئ: فالرياح القادمة من جزيرة الأبداد île de Pâques، والتي تهب في الشمال الغربي، تؤدّي عادة إلى صعود مياه باردة عميقة وغنية بالمواد المغذية. يتسبّب ارتفاع حرورة المحيط على طول سواحل أمريكا الجنوبية في ندرة أسماك البَلَم anchois، وهي الأنواع الرئيسة التي يتم استغلالها، حيث تعاني مصايد الأسماك في الشيلي والبيرو عناء شديدا.
من خلال الأهمية الكبيرة للكتل المحيطية والجوية في المناخ، فإن ظاهرة الازدلاف تظهر عواقبها على مستوى كوكب الأرض بأسره. في سنة 1997-1998م، كانت ظاهرة الازدلاف، ذات قوة وتأثير كبير لم يسبق له مثيل في سجلات الأرصاد الجوية، فقد كانت هذه الظاهرة مسؤولة عن اضطراب عام في المناخ مما أدى بشكل خاص إلى عجز قياسي في هطول الأمطار في إندونيسيا وشمال الأمازون (أصابت هذه المناطق حرائق غابات ضخمة)، ومناخ رطب وبارد بشكل غير عادي في جنوب شرق الولايات المتحدة. تعدّدت الفرضيات التي طُرِحت لتفسير الأسباب الكامنة وراء ظاهرة الازدلاف: تشير إحداها إلى ازدياد قوة الرياح عند الجهة الشرقية للمحيط الهادئ، فيما تذهب أخرى إلى اقتحام الهواء البارد لآسيا الوسطى، وتعتقد فرضية ثالثة أن السبب يُعزى إلى الرماد المنبعث في الجوّ بفعل الثوران البركاني. في مطلق الأحوال، يتفاعل السُّكاك (الغلاف الجوي) والمحيط بشكل مستمر، حيث يشهد عام هذه الظاهرة وعام آخر لا يشهدها.