- 1- هيئة مسؤولة عن اقتناء مجموعة من الوثائق التي تكون جزءا من معاملات رسمية، وحفظها، وإتاحتها للباحثين، وللراغبين في الرجوع إليها بطريقة رسمية حين تدعو الحاجة إلى ذلك. يمكن أن يكون مصدر هذه المستندات والوثائق أو المعاملات المُنجزة من حكومة أو مؤسّسة أو عائلة أو فرد، وبالتالي يمكن القول إنّ المحارة تكون تابعة للدولة (وطنية أو اتّحادية)، إدارية، بلدية، مركزية، خاصّة، مستشفيات، هُزُف، الخ. والمحارة بهذا المعنى مترادف لمركز الإحارة archival agency.
- 2- مجموعة من الوثائق العضوية (مجموعة من القطع المرقونة، والعلاوين، والملفات القديمة، وما إلى ذلك)، بغض النظر عن تاريخها أو شكلها أو وعائها، والتي أعدّها شخص أو استلمها في إطار أنشطته، أو أعدّتها مؤسسة أو هيئة عامة أو خاصة، تُنظّم ويُحتفظ بها لفترة غير محدودة بهدف إمكانية استعمالها. ومن هذا أيضا المَحارة التِّقانية electronic archive، وهي مجموعة من الوثائق المخزنة في ذِكار memory لأسباب تاريخية أو كنسخ احتياطية.
- 3- المَحارة، المكان يتمّ فيه الاحتفاظ بالسجلّات العامّة، أو الوثائق الهامّة الأخرى، وإتاحتها للاستعمال.
المحارة هي الوثائق التي رُحّلت بسبب أهمّيتها للحفظ الدائم، وبما أنّ الإحارة تتعامل مع موادّ عضوية فريدة من نوعها، وقيّمة، وذات أهّمية للناس، فإنّه يكون من المهمّ تنظيمها بشكل جيّد، لتسهل الاستفادة التامّة منها. يرى «ميشيل كوك» M. Cook أنّ المَحارة، هي: «القسم المتخصّص من الوثائق التي عبرت الفترة الجارية، وقد قُوّمت واُختيرت مع اعتبار الإفادة من استعمالها في البحث. وهي: ذلك النظام المكوّن من مجموعة من السياسات، والممارسات، والمخازن، والأمكنة، والأهداف، بالإضافة إلى أنّ مُحلِّل المَحارة يقوم بدراسة الأهداف المرجوّة من المحارة وتحليلها، ومن ثَمّ تصميم نظام مَحاري بالطريقة التي تحقّق الأهداف».
تعتبر الوثيقة الركن الأوّل في المحارة، فهي المصدر الذي يستقي منه الباحث البيانات والمعلومات، وهي ركيزته الأساسية في دراساته، حيث تساعده في التفسير والتعليل بصدق وموضوعية، وهي وعاء الأحداث الماضية، وتاريخها الحي. تُقسّم الوثائق إلى ثلاثة أنواع، اعتمادا على حركتها في الطلب، فالوثيقة النشطة active records أو الجارية هي التي تُستعمل بشكل متكرّر في العمل اليومي للمؤسّسة الحكومية أو غيرها، أو بين الحين والآخر، وتمتدّ فترة زمنها حسب أهمّيتها، فقد تكون نشطة منذ أن وُجدت أوّل مرّة وإلى أن تُحفظ في الملفات حفظا نهائيا. ثمّ الوثيقة الخاملة inactive records، وهي التي انتقلت من مرحلة الاستعمال والرجوع المتكرّر، إلى مرحلة حيث تصبح الحاجة إليها نادرة، وبشكل متباعد في الزمن، بعبارة أخرى هي التي لا يبرّر معدل استعمالها وجودها في مكتب أو على وسيط تِقاني. وعلى هذا الأساس تُحفظ الوثيقة في المَحارة داخل المؤسّسة، في القسم الخاص بالمحفوظات، وبشكل مرتّب، وبنظام تصنيف معيّن، ليسهل الرجوع إليها متى ما دعت الحاجة لذلك. ثمّ الوثيقة التاريخية، والتي ارتبطت أهمّيتها بالجانب التاريخي للمؤسّسة، سواء الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي. وفي الكثير الغالب ما تحوّل الوثائق النشطة إلى وثائق تاريخية ليتمّ الرجوع إليها بعد فترة طويلة، أو يُمكن أن تُعدم إذا انتهت صلاحيتها وتقرّر خلوّها من الأهمّية التاريخية. يُعتبر المُحِير الركن الثاني في المحارة، وهو الشخص المؤهّل في مجال عمله، والمسلّح بالمعرفة العلمية المتخصّصة في دراسة الوثيقة، وتحديد مدى صلاحيتها للبحث، وطريقة حفظ الوثائق وصيانتها. ثمّ المستنفع من الوثيقة وهو الباحث، أو العالم، أو المؤرّخ، أو حتّى القاضي، أو أي فرد يهتمّ بمضمون الوثيقة، ويريد الوصول إلى حقيقة من خلالها، وهؤلاء هم الركن الثالث الذي يميّز العمل المَحاري.