معجم المصطلحات الكبير
قينِياء
الريزياء

العلم الذي يدرس حركة الأجسام المادّية لفهمها وشرحها، وكذلك شروط سكونها، فهي تُعنى ببحث كيفية تحرّك الجسم عند تعرّضه لقُوى مختلفة، وبقضية القوى المؤثّرة على الجسم غير المتحرّك. والمراد هنا بالقينياء تلك التي لا تناقش الظواهر التي تحدث على المستوى الذرّي، ولا تناقش الحالات التي يتحرّك فيها جسم ما بسرعة عالية تقترب من سرعة الضوء، ذلك أنّ العلم الذي يصف الظواهر الذرّية يُسمّى بالفِيقياء، ووصف الظواهر التي تحدث عند سرعات عالية جدّا يتطلّب نظرية النسبية لأنشتاين. فقوانين القينياء تمكّننا من حساب مسارات طلقات الرصاص وانطلاق الصواريخ، وسباحة الكواكب في مداراتها، وباستعمال هذه القوانين يمكن لنا بناء الجسور والعِمادات الناطحة للسحاب، وتطيير الطائرات، ووضع المناشيص في مداراتها، علاوة على ذلك، فإنّ الكثير من مبادئ القينياء كالقوّة والطاقة وكمّية التحرّك لها أهمّية كبيرة في دراسة الفروع الأخرى من الريزياء.

إنّ أوّل من وضع نظرية منظّمة للحركة في نهاية القرن السابع عشر الميلادي هو «إسحاق نيوتن»، وذلك حين نشر أوّل قوانين الحركة في كتابه «المبادئ» سنة 1687م حيث أدخل مفهوم الكتلة باعتبارها كمّية المادّة ومفهوم القُوى بين الأجسام كسبب للتغيير في حركتها، كما وضع أيضا الوصف التِّياسي للجاذبية كقوّة أساسية تسبّب تجاذب الأجسام، وقد أثبت مفهوم الجاذبية العام هذا أنّ حركة الكواكب في الفضاء وحركة الأجسام المتأرِّضة يحكمها المبدأ نفسه. وقد ظلّت القوانين التي استخرجها نيوتن تعطي وصفا مقبولا لكلّ الظواهر القينيائية المعروفة لفترة تزيد عن مئتي عام، وقرب نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بدأت الريزياء بدراسة الظواهر في العوالم المتناهية الصغر والفائقة السرعة مثل تركيب الذرّات وسلوك الأجسام التي تتحرّك بسرعة تقترب من سرعة الضوء. ومع بداية القرن العشرين الميلادي كان من الضروري تعديل مبادئ القينياء لشرح هذه الظواهر الجديدة التي تتجاوز حدود نطاق خبرتنا اليومية، وقد أثبتت نتائج التعديلات ظهور الفيقياء المعروفة بميكانيكا الكمّ، وقد بدأت الفيقياء عندما ظهر فرض بلانك بخصوص تكمّم الطاقة الكَوْدَلِية (الكهرومغناطيسية) المنطلقة والممتصّة بواسطة جسم ساخن، وذلك لتفسير لغز إشعاع الجَسْود أي الجسم الأسود.

تعليق

القينياء مأخوذة من القَيْن وهو عمل الحديد وتسويته، وكذلك جمع الأشياء وتسويتها وإصلاحها، وبهذا تصنع الآلات التي هي مجال اهتمام القينياء أيضا، أمّا الفِيقِياء فتُعرف بميكانيكا الكمّ، وأصلها من فاق يفوق، لأنّها تبحث في عالم الظواهر فائق الصغر وفائق السرعة، مثل تركيب الذرّات وسلوك الأجسام التي تتحرّك بسرعة تقترب من سرعة الضوء، فمهمّة الفيقياء دراسة نتائج النظام الفائق الصغر وتحليلها.

مترادف

ميكانيكا

مصطلح قريب

لغة كلزية

mechanics
لغة فرنسية

mécanique

تعود كلمة mécanique الفرنسية إلى «مُقَان» في العربية، فأصلها mécan-ique أي mecan، فكلّ ما عولج من حديد ونحوه بالنار فهو مُقان، من القَيْن وهو عمل الحديد وتسويته بالكير.

مراجع

  • أساسيات الفيزياء. تأليف الأستاذين: فريدريك ج. بوش، دافيد أ. جيرد. ترجمة الربيز: سعيد الجزيري، والربيز محمد أمين سليمان. الدار الدولية للاستثمارات الثقافية، الطبعة الأولى، 2015. القاهرة، مصر.
  • الميكانيكا الكلاسيكية، مقدمة أساسية. تأليف: مايكل كوهين، ترجمة: محمد أحمد فؤاد. مؤسّسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2014م. القاهرة، مصر.
  • أساسيات ميكانيكا الكمّ بأمثلة محلولة. الأستاذ الربيز: محمود أحمد ناسر، الربيزة: عفاف السيد عبد الهادي. مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى 1432م. الرياض، المملكة العربية السعودية.