الطاقة الحرارية الموجودة في الماء أو بخار الماء والصاعدة من الصخور المنصهرة تحت سطح الأرض. يعتبر الماء وبخاره في الأنظمة الحَراضية حاملا جيّدا للحرارة وناقلا لها من الأعماق إلى السطح، حيث توفّر الفوالق والشقوق في الصخور والمسامّ الصخرية المتّصلة، قنوات ومسالك لتسرّب الماء وتغلغله من السطح إلى أعماق الأرض، ثم صعوده بعد أن يبلغ درجات كبيرة من الحرورة وتقلّ كثافته، إذ يمكن أن تتراوح حرورته بين 40 و380مْ، ثمّ ينفجر على شكل حَمّات ومَفارات geysers من الماء أو بخاره أو الاثنين معا. كان الاعتقاد بين العلماء قديما أنّ مصدر تلك المياه يرجع إلى النشاط الناري في الأعماق، إلاّ أنّ الدراسات الحديثة التي اعتمدت على مُماكِنات الهُبان بيّنت أنّ ما لا يقلّ عن 95% من هذه المياه مستمدّ من السُّكاك. قدّر وايت White الطاقة الحراضية بما يقرب من 3× ²⁶10 سعرة، وبما أنّ هذه الطاقة مبعثرة جدّا، فإنّه لا يمكن التوصّل في الوقت الحاضر إلى تحديد إمكان استعمال هذا المخزون اقتصاديا، تعتبر مناطق التجبّل والتبركن التي تتوزّع على هوامش صفائح الصعيد الرئيسة وحيث يتولّد المهل، هي مناطق التدفّق الحراري العالي والتي تحتوي على أهمّ الخزّانات الحرارية. تقع حقول الطاقة الحراضية في ثلاثة تكوينات حِتاكية رئيسة: (1) على امتداد أعراف التوسّع spreading ridges، و(2) فوق أنطقة الانطهاس subduction zones، و(3) في الحزام الجبلي الممتدّ من إيطاليا إلى تركيا فالقوقاز، والذي تَكوّن من تنادخ collision صفيحتي إفريقيا وأوروبا.

اعتمادا على مستوى الحرورة للسال الحراضي fluide géothermal تصنّف الطاقة إلى: مرتفعة إذا كانت بين 150 إلى 300مْ، أو متوسطة إذا كانت بين 80 إلى 150مْ، أو منخفضة، بين 60 إلى 80مْ. في حالة الطاقة الحرارية الأرضية المرتفعة، يكون السال الحراضي عبارة عن ماء أو بخاره تحت الضغط، والذي يمكن استعماله بعد إزالة المعادن وفصل الجزيئات السائلة والجامدة في «العَنَفات» لإنتاج الكهرباء. غالبا ما يرتبط هذا النوع من الطاقة الحراضية بالظواهر البركانية (المَفارات، والمَكْبَرات solfataras) التي تشير إلى وجود جيوب صخرية أو صعود مهلي. تتواجد هذه الطاقة بشكل خاصّ في إيطاليا (لارديريلّو) وجزر الهند الغربية (غوادلوب) ونيوزيلندا والمكسيك واليابان والولايات المتحدة، إلخ. في حالة الطاقة الحراضية المنخفضة، فإنّ السال الحراضي هو الماء الوحيد الموجود في الخزانات الجوفية الطبيعية، على أعماق تصل إلى عدة مئات القاسات أو حتى ألف قاس. يوجد هذا النوع من الطاقة في المناطق ذات التدرّج الحَراضي المرتفع، التي تحتوي في جوفها على طبقات مياه محصورة في بِنى حِتاكية محدّدة (الأحواض الرسابية، والفوالق، والتضاريس اللَّجَفِية العميقة). تنبع المياه الحرارية الجوفية طبيعيا، عند حرورة تبلغ زهاء 60 أو 80مْ، على شكل ينابيع ساخنة أو آبار «ارتوازية» في مواقع معيّنة (ماسيف سنترال، أيسلندا).