جسم جامد له تركيب شبكي منتظم طويل المدى، بعبارة أخرى هو جسم جامد ذو تركيب منتظم، تتوزّع فيه العُقد التي تكوّنه، مثل الذرّات والشوارد والجزيئات، وَفْقا لقانون الرِّشاء وهو الشبكة الفراغية. تتبلور البلّورة على شكل هندسي محدّد، وتكون مُحاطة بأوجه تُسمّى الأنصلة، تتقاطع الأنصلة حسب خطوط مستقيمة تُسمّى الأضلاع أو الحافَات، أمّا تقاطع الأضلاع فينتج عنه القُرَن أو الزوايا البلّورية angles. تتكوّن الصخور الداخلة في تكوين القشرة الأرضية كالمَرْوان granite، والجَسَن gneiss، والخَرَز quartzite من أجسام بلّورية جامدة، أو متماسكة إلى حدّ ما مثل الطلق. ترتبط صفات البلور في الظروف الطبيعية بعاملين داخليين، هما التركيب الكيميائي والرِّشاء، ويتميّز البلّور بصفات ريزيائية وريكيائية وهندسية وشكليائية، تُدعى بالصفات الأساسية، من أهمّها: (1) استقرار البلّور وثباته، (2) التحاتن، (3) التخاصل، الذي يعني تغيّر الخصائص بتغيّر الاتّجاه المقدّرة فيه، (4) القدرة الذاتية على التبلور، (5) التناظر، (6) التوصّم، وهو قدرة البلور على الانفصام حسب أوجه تُسمّى بأسطح التوصّم أو الوُصوم، التي تختلف مواضعها من معدن إلى آخر.
هناك صفات أخرى، يُعبّر عنها بقوانين هندسية حِيامية، كقانون ثبات الزوايا، وقانون تناظر البلورات، وقانون الأعداد الصحيحة، وقانون الأنطقة، هذه الصفات تلازم الأجسام البلّورية وتخصّها دون غيرها. تأخذ البلورات في الطبيعة أشكالا هندسية مُنصّلة أي متعدّدة الوجوه، وقد بيّن العلاّمة الروسي «لامانوسف» في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي أنّ البلّورة تكتسب التنصّل بتأثير عوامل داخلية كيميائية وما الشكل الخارجي إلاّ تعبيرا وانعكاسا لوجود مثل تلك العوامل، ثمّ جاء رينيه جاست هاوي الفرنسي (1743- 1822م) وبيّن أنّ شكل البلّورات يتحدّد من طبيعة الجزيئات المكوِّنة لها أو المكوّنة لمعدنها، وفي سنة 1801م، نشر أطروحته حول العِدانة، وفي سنة 1822م نشر أطروحة أخرى تعالج قضايا حِيامية، وقد بيّن فيها الأهمّية الكبرى للشكل وللكيمياء أيضا في التعرّف على المعادن، وحدّد «قانون الخَشَلات» loi des troncatures، وقواعد التناظر، واشتقاق الأشكال البلورية الثانوية، والأنظمة البلورية السبعة. وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، تأسّست نظرية البِنْية الشبكية للبلورات على يد العالم برافي، ثمّ أظهرها بصورة مكتملة وعلى أسس تِياسية بحتة العلاّمة الحِيامي الروسي فيدروف (1853-1919م). وفي سنة 1912م أحدث العالم الرِّيزيائي لاوي باكتشافه لظاهرة انتثار الأشعة السينية عند دخولها الأجسام البلّورية انقلابا هامّا في الحِيامة، وأمكن بالاعتماد على هذه الظاهرة التأكّد من صحّة نظرية البنية الشبكية للبلّورات.