معجم المصطلحات الكبير
شائِعة
الإعلام والاتصال

الترويج لمعلومة غير محقّقة، أو خبر غير مؤكّد ولا توجد أدلّة على صحّته، أو مبالغ في حقيقته أو مشوّه، أو مفسّر بأسلوب يغاير الحقيقة والواقع، وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العام على نطاق دولة أو عدّة دول، لخدمة أهداف معيّنة. والغالب على الشائعة أنّها تكون مسموعة وشفوية، ولكن توجد شائعات تبثّها الجرائد والإذاعة والرناة. وبثّ الشائعات أسلوب من أساليب الدعاية، وهي جزء حيوي من الحرب النفسية ووسيلة البلبلة في الحرب والسلم، وغالبا ما يكون موضوع الشائعة مهمّا وغامضا بالنسبة للمجتمع الذي تسري فيه، وكثيرا ما يصيبها التحريف والإضافة والحذف، والواقع أن الشائعة ترتبط بموضوعات وأحداث سياسية أكثر من ارتباطها بموضوعات وأحداث اجتماعية، كما ترتبط بأشخاص مشهورين سياسيا واقتصاديا وفنّيا أكثر من ارتباطها بغيرهم.

تكثر الشائعات في أيّام التغيير أو توقّع التغيير كما تكثر في أوقات الأزمات والاضطرابات والحروب، ويكون قتل الشائعات بطرائق كثيرة منها، قتلها بشائعة أكبر منها وأضخم، مع إمكان تفنيدها فيما بعد وقد قام بهذا الأسلوب «غوبلز» وزير الدعاية النازي في نهاية سنة 1943م، عندما انتشرت شائعة إعدام الشخصيات الألمانية الكبرى بالجملة، فقد أضاف إلى هذه الشائعة شائعة أخرى أشدّ فظاعة وأكثر ضخامة، فأوعز إلى أجهزة النشر أن تذيع خبر مقتل هتلر نفسه، وعندما تردّدت هذه الشائعة وعمّت في كلّ مكان وردّدها الحلفاء في سعادة، أمر بإظهار صورة «هتلر» وإجراء أحاديث صحافية وإذاعية معه، وبذلك ضرب «غوبلز» الشائعة الصغيرة بشائعة كبيرة ألفّها وروّجها، ثم قام بتكذيبها بأسلوبه الخاصّ.

من البَدَهي أن الشائعة تنتشر وتروّج إذا انعدمت الأنباء أو حين تتضارب نشراتها، أو من جرّاء عجز الجمهور عن فهم الأنباء التي يتلقّاها كما يغذّي الغموض الشائعات ويدعّمها، لذلك يتمّ محاربة الشائعات بتقديم أدقّ الأنباء الممكنة كاملة وبسرعة، وتوفير المعلومات وتكرارها بصفة مستمرّة ومنتظمة، ويؤدّي السكوت عن الشائعة إلى تضخيمها، أمّا تكذيبها فيجعلها تصل إلى من لم يسمعها، وأحسن طريقة لتكذيبها هي نشر عكسها من دون الإشارة إليها، وقد يتمّ التكذيب أحيانا بتبيان مصدرها والقصد منها، إلا أنّ هذا الأسلوب يتطلّب وجود درجة من الوعي لدى الرأي العام.

تعليق

تُسمّى الشائعة في اللغة الكلزية rumor أو rumour ومعناها الخبر الكاذب، تأثيل هذه الكلمة يقوم على أنّ الحرف «m» أُبدل بالتصاقب من الحرف «b»، فصيغتها الأصلية rub-or أي rub بمعنى «رُعْب»، فالحرف «u» يقابل العين في العربية، مثال عن ذلك ما نجده في كلمة usure بمعنى رِباوة، أصلها في العربية «عُشور»، أي ضريبة العشر وتكون غالبا في الزروع. وارتباط الشائعات بالرعب، يعود إلى أنّ الشائعات غالبا ما تحمل مضمونا غير مؤكّد يثير القلق والخوف، وهذا يولّد الرعب لدى المتلقين، لا سيّما عندما ترتبط بمخاطر محتملة. نجد هذه الأثيلة في كلمة raub الألمانية التي تعني السطو المسلّح أو السرقة تحت تهديد السلاح، هي أيضا أصلها «رُعْب». وعلى هذا يمكن أن نفهم سياق ظهور هذا المصطلح، بافتراض أنّ كلمة rumor تطوّرت في هذا السياق لتشير إلى الكلام غير المؤكّد الذي يثير الذعر أو يضخم المخاوف، «قدوم قطاع الطرق» أو «لصوص مسلّحون» قد يهجمون على قرية، حيث يتحوّل هذا الكلام بسرعة إلى شائعة تخدم مصالح بعض الأطراف أو تثير الهلع.

مترادف

إشاعة

مصطلح قريب

لغة كلزية

rumor
rumour
لغة فرنسية

rumeur
مراجع

  • مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.