السهول الغَسَوِية، هي سهول مُغيّبة التضاريس بشكل عام، أي عديمة الملامح والمعارف، تشكّل مساحات شاسعة في القَحْر (قعر البحر)، ومنبسطة إلى حد كبير (أقل من 1\1000 في انحدارها). يبلغ متوسط ​​عمق السهول الغسوية بين 4000 و4500 قاس، ويتوافق هذا العمق مع الرسابات المحيطية الغسوية، الرقيقة عموما، والمتركفة على القشرة المحيطية الباردة، ومع متوسط ​​الانحدار الحراري (أو الزوال الحراري) بسبب التبريد الذي لا مفرّ منه لأي قشرة محيطية بعد تكوّنها على مستوى المناجد، ففي نظرية رِهاصة الصفائح plate tectonics، تعتبر السهول الغسوية بمثابة قعور حديثة نتجت عن انتشار قعر المحيط وتوسّعه. في المحيط الأطلسي، تشكل السهول الغسوية مناطق ممتدّة على جانبي المناجد الأطلسية mid-atlantic Ridge، والتي تغطي مناطق تبلغ ما بين 700 إلى 1000 إقاس. يضطرب انتظامها أحيانا بسبب التلال والجزر البركانية مثل: منصّة برمودا bermuda platform، وجزر الرأس الأخضر cape verde islands، وجزر الأزور Azores. تتميز المناطق الغسوية في المحيط الهادئ بوجود المزيد من التلال أو الجبال البحرية التي ترتفع إلى إقاس واحد فوق القحر. لذلك، يُشار إلى المنطقة الغسوية العميقة في المحيط الهادئ عموما باسم التلال الغسوية abyssal hills بدلا من السهول الغسوية. يوجد ما يقرب من 80 إلى 85% من قعر المحيط الهادئ بالقرب من المناطق ذات التلال والجبال البحرية، مما يجعل التلال الغسوية التضريس الأكثر شيوعا على سطح الأرض.

مَقَدّ رِسْباني يبيّن موضع السهل الغسوي بالنسبة للأقسام القارّية الأخرى.

تتميّز السهول الغسوية بطبقات من الطين والعُكارات والرُّسابات المشتقّة من الكَثْح القارّي، والتي نُقلت إلى الأعماق البحرية عن طريق تيّارات التعكّر أو الرياح، كالرماد البركاني، أو التي تحرّرت من الجليد الطافي. تضمّ الرُّسابات الأخرى، المعروفة باسم الرَّدَغ الغسوي أو رَدَغ أعماق البحار deep-sea oozes، رواسب السطح المستمدّة من النشاط العضوي البحري. عندما تموت العِضاوات الدقيقة في المحيط، فإن قواقعها تترسّب على القحر، ويمكن أن تصنع بمرور الزمن تراكمات كبيرة. ينشأ الردغ الكلسي عند الأشوار (خطوط العرض) المنخفضة إلى المتوسطة حيث تساعد المياه الدافئة على نمو الكائنات الحية التي تفرز السَّوْخَم (الكربونات). لا توجد الرسابات الكلسية في المياه التي يزيد عمقها عن 4 إلى 5 إقاس، لأن المياه التي تتواجد في أعماق أكبر تتعرض لضغط عالٍ لدرجة أنها تحتوي على ثنائي ذرب السخام (ثنائي أكسيد الكربون) المذاب، والذي يذيب بدوره القواقع السوخمية carbonate shells. ينتج الردغ الكنثبي siliceous ooze عن العِضاوات التي تستعمل الكَنْثب silicon في صنع هياكل أصدافها.

السَّهْل الغَسَوِي، المنسوب إلى الغَساة abyss، وهي الأعماق السحيقة من المحيط والتي تتجاوز 2000 قاس في العمق، أو التي تقع على أعماق تتراوح بين 2000 و6000 قاس. تشغل زُهاء 80% من مساحة المحيطات، أو نحو 56% من مجموع مساحة الأرض. والغساة من الغسي والغسو وهو الإظلام، يُقال: أغسى الليل أظلم، وأغساه الليل ألبسه ظلامه، لأنّ في تلك الأعماق السحيقة، يسود الظلام الحالك، والمياه الباردة والضغط الشديد، وهناك تعيش عِضاوات ذات أشكال غريبة وخصائص مميّزة، تعرف بالعوائس. العائس abyssopelagic organism، كلّ عضاوة تعيش في النطاق التَّحْري underwater المنحصر بين 2000 و6000 قاس في عمق المحيط، والعائس لغة هو الذي يطلب طعامه في الظلام. القَحْر، مصطلح منحوت من قعر وبحر، وهو المستوى الذي يقع بين ماء البحر أو ماء المحيط وبين صعيد الأرض.

تعرف الطرّة القارّية marge continentale بالحافَة القارّية، من دون تشديد الفاء، الجمع حافات. والرصيف القارّي plateau continental هو الهضبة القارّية، والرفّ القارّي أيضا، ومثلها المَلَقة talus continental التي تسمّى بالمنحدر القارّي، والمَلَقات في اللغة، الصُّفُوح المتزلّقة من الجبل، وشَبِّهت بها المنحدرات القارية. أمّا النَّحَصة glacis continental فهي منحدر ضعيف منتظم وموحّد يكون بين مستويين، مُبْدلة من النُّحْص، وهو ما علا عن السفح في الجبل وأنحدر عن السَّنَد.