الواعظ، هو عالم مسلم يقوم بالوعظ والإرشاد، وتذكير الناس بتعاليم الدين، وترقيق القلوب وتحريك المشاعر نحوها، والحثّ على الأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة، وترك المنكرات والأخلاق الرديئة، وتجاوز الخرافات، وقد يتوجّه في بعض الأحيان إلى تبيان كيفية تطبيق تعاليم الدين، أو شرح ما أشكل فهمه، وما غمض معناه على عامّة الناس. يعمل الواعظ بين المسلمين، ولا يتوجّه إلى دعوة غير المسلمين إلاّ في القليل النادر، فالغالب الأعمّ أن يتولّى هذا الأمر الداعية الذي يسعى لنشر الإسلام بين الناس من غير المسلمين، والترغيب في اعتناقه والدخول فيه. يشترط في الواعظ، أن يكون ذا علم وقدوةً حسنة، وأن يلتزم بما يأمر به وينتهي عن كلّ ما ينهى عنه ويحذّر، وأن يكون عارفا بحال الموعوظين، مستحضرا الصدق ومستشعرا الأجر والمسؤولية. يستعمل الواعظ في وعظه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والقصص القرآني، وقصص الصالحين، وشعر الحكمة، وأقوال الخلفاء الراشدين وكبار الأئمّة، والمأثور من خطب الأولياء والحكماء ومواعظهم، ويضرب الأمثال من التاريخ ومن الحياة العامّة، ويتّكئ على سلوك الشخصيات الرائدة التي تمثّل نماذج عامّة في الوجود الإسلامي.
الواعظ والوَعّاظ من الوَعْظ والعِظة والعَظة والموعِظة: النصح والتذكير بالعواقب؛ قال ابن سيده: هو تذكيرك للإنسان بما يليّن قلبَه من ثواب وعقاب. الجمع وُعّاظ. مهمّة الداعية أعظم من مهمّة الواعظ وأصعب، تحتاج إلى جهد كبير وصبر، وقدرة فائقة على الإقناع وعلم غزير، ويتحلّى بصفات قد لا يصل الواعظ إلى التحلّي بها. في أحيان قليلة قد يجتمع وصف الداعية والواعظ في شخص واحد، فيكون داعية وواعظا في الوقت نفسه.
- المتشددون منهجهم ومناقشة أهم قضاياهم. علي جمعة. دار المعارف، 2014م. القاهرة، مصر.