قطوع الطير، هو هجرة الطيور وانتقالها وَفْقا للفصول، من منطقة تكاثر إلى منطقة أخرى بحثا عن ظروف معيشية أفضل. تختلف أسباب القطوع بين الأنواع، وتشمل: التكاثر في بيئات مناسبة، أو الهروب من الظروف البيئية القاسية، أو البحث عن الطعام في المناطق التي توفّر موارد غذائية أفضل في فصول معيّنة من السنة، حيث تواجه الأنواع التي تتغذّى على الحشرات صعوبة كبيرة في العثور على الطعام خلال فصل الشتاء، مقارنة بالأنواع التي يمكنها تنويع غذائها فتأكل أي شيء ممّا هو صالح لتغذيتها، أو التي تتغذّى على البذور. على سبيل المثال: قد تغيّر بعض الطيور موطنها من شمال إفريقيا إلى أوروبا في الصيف لتتمكّن من العثور على الطعام بسبب توافره هناك، أو تقطع أنواع أخرى من أوروبا إلى شمال إفريقيا للتكاثر. على عكس الأوابِد التي تلزم موطنها فلا تهاجر صيفا ولا شتاءً، نجد من بين الطيور التي تقوم بقطوع طويل: الخُطّاف swift، مثل: الخطّاف الشائع apus apus الذي يقطع سنويا من المناطق الشمالية في أوروبا إلى المناطق الجنوبية في أفريقيا خلال فصل الشتاء. مالك الحزين heron، مثل: مالك الحزين الأرمد ardea cinerea، يهاجر من شمال إفريقيا إلى أوروبا خلال فصل الصيف. الطيور الطنّانة hummingbirds، مثل: الطنّان الياقوتي archilochus colubris، يقطع من أمريكا الشمالية إلى أمريكا الوسطى والجنوبية في الشتاء.

قطوع طيور أبو منجل المخطّطة bar-tailed godwits من مناطق عدم التكاثر في نيوزيلندا والنُّعام (باللون الأزرق) إلى مناطق التكاثر في ألاسكا (باللون الأورد) في رحلتين مباشرتين، مع التوقّف في البحر الأصفر (باللون الأصفر). موقع الشقص في نيوزيلندا موضّح بدائرة. خريطة مرسومة باستعمال natural earth، تصوير: P. Battley

في بعض أنواع الطيور، لا يقطع كل أفرادها. حيث يقطع جزء منها بينما يبقى جزء آخر في موطنه الأصلي على مدار العام، يُسمّى هذا النوع من السلوك «القطوع الجزئي» partial migration. العوامل التي تؤثر على هذا السلوك يمكن أن تشمل الجنس (تهاجر الإناث فقط)، أو السنّ (يهاجر الأفراد الأصغر سنّا)، أو حتى الحالة الصحية. هذا التباين في الهجرة يمكن أن يكون استجابة لتغيّرات بيئية أو لتوافر الغذاء. مثل الزرزور starlings الذي يُعتبر من القواطع في بعض مناطق أوروبا وآسيا. حيث يقطع الزرزور الأوروبي sturnus vulgaris من مناطق تكاثره في شمال أوروبا إلى مناطق أكثر دفئا في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا خلال فصل الشتاء، ومع ذلك، ليس كلّ الزرازير قواطع؛ فبعضها يبقى في مناطقه الأصلية على مدار العام إذا كانت الظروف البيئية مناسبة. يعتمد القطوع كثيرا على توفّر الغذاء وظروف الطقس. قبل القطوع، تُكثِر الطيور من تناول الطعام لتخزين الدهون استعدادا لرحلة طويلة وشاقّة، قد تكون الرحلة لمسافات قصيرة داخل المنطقة نفسها أو لمسافات طويلة عبر القارّات. تواريخ القطوع تختلف قليلا من سنة إلى أخرى، وتعتمد على الساعة الحِياوِية للحيوان، والعوامل الخارجية، مثل: طول النهار. يحدث قطوع الربيع قبل التكاثر، بينما قطوع الخريف يكون بعد التكاثر. يمكن للطيور خلال قطوعها أن تستعين بالشمس، والمجال النَّوْدلي (المغناطيسي) للأرض، والمعالم البصرية لتوجيه مساراتها. تؤثّر التغيّرات المناخية على أنماط قطوع الطير، ممّا قد يؤدّي إلى تقصير رحلاتها أو تأخيرها.

القواطِع، هي تلك الطيور التي تنتقل حسب الفصول من منطقة تكاثر إلى منطقة أخرى بحثا عن ظروف معيشية أفضل، سواء كان ذلك بسبب تغيّرات في الحرورة، أو توافر الغذاء، أو عوامل بيئية أخرى. هذه الهجرة قد تكون إلى مناطق أكثر دفئًا لقضاء فصل الشتاء، أو إلى مناطق توفّر موارد غذائية أفضل في فصول معيّنة. يقال: طير قاطِع migratory bird، ويقال أيضا: كان ذاك عند قِطاع الطير وقُطوعه. ويُقال القِطاع والقُطوع الحيواني أي هجرة الحيوان من مكان إلى مكان. الأوابِد، هي الطيور التي تلزم موطنها فلا تهاجر صيفا ولا شتاءً، يُقال: طير آبِد sedentary bird، فأُبود الطير هو إقامتها في موطنها الأصلي لتوفّر الغذاء وملاءمة الطقس. السوادك، الطيور التي لا تطير كالدجاج والنعام، يُقال طير سادِك flightless bird، وتعتمد القدرة على الطيران لدى الطيور على عدّة عوامل متعلقة بتكوين جسمها، والأسباب التي من وراء عجز السوادك عن الطيران: الهوكل الثقيل، أو الأجنحة الضامرة، أو تضخّم العضلات من أجل الركض السريع أو السباحة.