معجم المصطلحات الكبير
قُطوع جُزْئِي
الحيونة

القطوع الجزئي، يعني أنّ جزءا من الساكنة الحيوانية يكون مهاجرا بينما يبقى جزء آخر آبِدا، تعدّ هذه الظاهرة واسعة الانتشار بين العديد من التصنيفات الحيوانية، بدءا بالحشرات ووصولا إلى الفِقَاريات العليا. وقد وُثّق القطوع الجزئي لأوّل مرّة في الطيور الهولاركتية holarctic birds منذ عدّة عقود. على الرغم من الجهود الحديثة لفحص تطور وصيانة هذا النظام القُطوعي بشكل أعمق، ما تزال المعرفة بهذه الظاهرة غير مكتملة. هناك اهتمام كبير حاليا بدراسة كيفية توازن اللياقة بين السلوكيات البديلة؛ أي ما إذا كان القواطع والأوابد داخل المجتمع نفسه تتمتّع بمستويات لياقة متساوية، أو إذا كانت إحدى الفئات أقل شأنا وتكيّفت مع الظروف بشكل أفضل من الأخرى. يُعتبر هذا السؤال مهمّا لأنّ التكيّف الناجح مع الظروف البيئية المختلفة قد يكون عاملا حاسما في بقاء الأنواع على المدى الطويل. من العوامل المؤثرة على سلوك القطوع الجزئي:

1. العوامل البيئية : التغيّرات في الموارد الغذائية والمناخ الموسمي تلعب دورا كبيرا في تحديد ما إذا كان الأفراد ستقطع أم لا. في المناطق التي تعاني من تقلّبات موسمية حادّة، قد يكون القطوع ضرورة للبقاء، بينما في المناطق الأكثر استقرارا، قد يكون الأُبود محلّيا خيارا قابلا للتطبيق.

2. العوامل «الفسيولوجية» : تشمل الاختلافات في الطاقة المخزّنة، والقدرة على تحمّل الجوع، واستجابة الأفراد للتغيّرات البيئية. الطيور التي تخزّن كمّيات أكبر من الدهون تكون أكثر استعدادا للهجرة، في حين أنّ الأفراد التي لديها استعداد «فسيولوجي» أقلّ قد تختار البقاء.

3. العوامل الوراثية : قد يكون الساكنة الحيوانية مقسّمة إلى نمطين وراثيين متميّزين، حيث يكون لدى كل نمط سلوك قطوعي مُنهْجَل (مبرمج) مسبقا. هذا التفاوت الوراثي يمكن أن يؤدّي إلى تطور سنافات (استراتيجيات) سلوكية مختلفة ضمن المجتمع نفسه.

4. التفاعلات الاجتماعية : نظام الهيمنة الاجتماعية داخل المجموعة قد يلعب دورا في تحديد من يبقى ومن يهاجر. في بعض الأنواع، يُعتقد أن الأفراد الأكثر سيطرة تبقى في المناطق ذات الموارد الأفضل، بينما يُجبر الأفراد الأقل سيطرة على القطوع.

5. التغيّرات في البيئة البشرية : التغيّرات التي يحدثها الإنسان مثل الزحف العمراني وتغيّر استعمال الأراضي تؤثّر بشكل متزايد على سلوك القطوع الجزئي. بعض الحيوانات قد تضطّر إلى البقاء في مناطق أصبحت أكثر ملاءمة بسبب النشاط البشري، أو قد تُجبر على القطوع إلى مناطق جديدة بسبب تدهور موائلها التقليدية.

القطوع الجزئي هو سَنافة تكيّفية تسمح للأفراد بالبقاء في مناطق أكثر ملاءمة للتغذية والتكاثر، حسب ظروف البيئة والتغيرات الموسمية. كما تُسْهِم هذه العوامل في تنظيم السلوك القطوعي أو الأبُودي، وقد تعمل بشكل فردي أو جماعي للحفاظ على توازن النظام القطوعي الجزئي. تحتاج الأبحاث المستقبلية إلى التركيز على كيفية تفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض لفهم احتراكيات (ديناميكيات) القطوع الجزئي بشكل أفضل. 

تعليق

الطيور الهولاركتية holarctic birds تشير إلى الطيور التي توجد في المنطقة الهولاركتية، وهي منطقة بيئية تغطي معظم شمال نصف الكرة الأرضية. تشمل هذه المنطقة المناطق القطبية الشمالية، أوروبا، شمال آسيا (بما في ذلك سيبيريا)، شمال أفريقيا، أمريكا الشمالية. يتميز مناخ هذه المنطقة بشتاء بارد وصيف معتدل، وتعتبر موطنا للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية، بما في ذلك الطيور. غالبا ما تكون الطيور الهولاركتية طيورا قاطعة، حيث تقضي فصول الصيف في المناطق الشمالية وتهاجر إلى مناطق جنوبية أكثر دفئا خلال الشتاء.

مصطلح قريب

لغة كلزية

partial migration
لغة فرنسية

migration partielle
مراجع

  • researchgate.net/publication/235698193_Partial_migration_An_introduction