يُراد بحكاية الجملة إعادة قول الجملة التي قيلت أوّل مرّة من دون تغيير فيها، وذلك لإزالة الالتباس، وهي تقع بعد القول أو مترادفه. من ذلك قوله تعالى: «قال: إنّي عبد الله آتاني الكتاب» (مريم، 30)؛ فجملة «إنّي عبد الله آتاني الكتاب»، جملة محكية كما قالها عيسى عليه السلام. ومثلها في قوله تعالى: «ووصّى بها إبراهيم بنيه ويعقوبُ: يا بَنِيّ إنّ الله اصطفى لكم الدين» (البقرة، 132)؛ فجملة «يا بَنِيّ إنّ الله اصطفى لكم الدين» جملة محكية كما قالها إبراهيم عليه السلام، ومن ذلك أيضا، قول الشاعر:
سمعتُ: الناسُ ينتجعون غيثا ⁂ فقلت لصيدح انتجِعي بلالا
فقال «الناسُ» بالرفع، كأنّه سمع قائلا يقول: «الناسُ ينتجعون غيثا»، فحكى الاسمَ مرفوعا كما سمعه. يدخل في الجملة المحكية، الجملة التي سُمّي بها وصارت علما، مثل: تأبّط شرّا، وجادَ الحقُّ، ومثل هاتين الجملتين عندما يصير علَما يلزم حالا واحدةً، وهي الحال التي كانت عليها الجملة قبل أن تُنقل إلى العَلَمية، فتقول: جاء جادَ الحقُّ، ورأيت جادَ الحقُّ، ومررت بجادَ الحقُّ.