انبعاث مُهاجي هادئ ومنتظم إلى حد ما، يتسرّب خارجا من بين الشقوق أو الثقوب التي تتواجد بالقرب من المناطق البركانية، وتحدث هذه الانبعاثات المُهاجية قبل النوبة البركانية، وأثناءها وبعدها بفترة طويلة، وبالتالي، فهي تمثل واحدة من آخر علامات النشاط البركاني، تتحدّد طبيعة العثان بالحرورة، والتي تتناقص حدّتها كلّما كان الابتعاد عن مركز البركان أو كان الابتعاد عن المرحلة الانتيابية phase paroxysmale أو مرحلة النوبة. قد يحتوي العُثان على عدد قليل من الجزيئات، والأحماض (حمض الكَوْبار)، والعناصر المعدنية ذات الأصل المهلي، وأولاث من الفلزّات في الحالة البخارية مثل: الزئبق. في الحرورة التي تنحصر بين 500 إلى 1000مْ، يكون العثان جافّا ورَسَخيا (ها₂ك< 10%)، ويحتوي على نسب كبيرة من: ها₂، كرك₂، ومن الدجار ومركّباته (هاجر، كاجر₄)، ومن السناخ ومركّباته (هاسن، ق.سن، ح.سن₂ التي تلون الأمهجة باللون الأزمج). وبالنسبة للحرورة التي تنحصر بين 300 إلى 500مْ يكون العثان حمضيا، وأكثر ثراءً بالماء، مع: هاسن، س.ك₂، ها₂كر، كرك₂، ها₂. أمّا إذا انحصرت الحرورة بين 100 و300مْ، فينشأ عثان غني جدّا بالماء 90%، ومكوّنات أخرى غنية جدّا: حمض البَوْغاس ها₂بغ.ك₃، يمكن استغلاله أحيانا، وثنائي ذرب السخام، والميثان، والأمهجة الخاملة (اللغاب، والهفات)، ومركبات الزُّناخ (ع.ها₄)⁺، وغالبا ما يكون ها₂كر بكمّيات كافية ليعطي بالتفاعل مع كُثار الهواء ركاف الكبريت الأصفر، ويُسمّى هذا الركاف بالمَكْبرة solfataras. إذا ما كانت الحرورة أقل من 100مْ، فينشأ عنها عُثان بارد، غالبا ما يكون مرتبطا بالحمّات. توجد المعاثن على شكل مجموعات تصطف عادة بشكل مستقيم على امتداد أحد الشقوق، ويتراوح ارتفاعها من بضعة قوسات إلى بضعة قاسات، يتغيّر نوع العُثان مع مرور الزمن، ويبتدئ نشاط العثان عقب توقّف الثوران البركاني، بالنوع الجافّ ثمّ يتعدّاه إلى الحمضي ثمّ القلوي، وينتهي أخيرا بالنوع البارد، وقد يدوم نشاط المعثن مدّة طويلة، تصل إلى مئات الآلاف من السنين، كما هو الحال في بركان سلفتار في إيطاليا.

العُثان لغة الدخان. المَعْثَن، موضع خروج العُثان، والمَعْثَنة، الأرض التي يكثر فيها العُثان.