عملية تكامل السوق الناتجة عن تحرير التجارة، وتوسّع المنافسة والفوائد العرضية المُتحصَّلة من صِنْعياء المعلومات والاتصال على نطاق عالمي، فعولمة الاقتصاد تحدث في اللحظة نفسها التي يشهد فيها العالم ثورة صنعيائية أساسية، مثل تلك التي عرفها العالم منذ الثورة الصناعية التي بدأت في القرن الثامن عشر الميلادي. يعرف بيك Ulrich Beck, 2000:9 الشوملة بأنّها: «النظرة التي ترى أن السوق العالمية، تستأصل أو تحلّ محلّ النشاط السياسي أي ذهنيائيا الحكم بواسطة السوق العالمية، الذهنياء الليبيرالية الجديدة» ويناقش بيك أنّ الشوملة ترى كلّ شيء، إمّا مؤثِّرا اقتصاديا وإمّا متأثّرا، كما تصنّف أي شؤون سياسية أو اجتماعية أو ثقافية في النماذج الاقتصادية، لا سيّما النماذج الاقتصادية الليبيرالية الجديدة.

نظرا لأنّ مفهوم العولمة ينتمي في الأصل إلى مجال الاقتصاد، فقد يعتقد المرء أن الشوملة، أو عولمة الاقتصاد أو العولمة الاقتصادية مصطلحات زائدة عن الحاجة. نظرا لأن ظاهرة العولمة تمتدّ الآن إلى مجالات أخرى، ولم تعد مقتصرة على الاقتصاد، فقد ظهرت مصطلحات لسدّ الحاجة في التدقيق اللغوي، على سبيل المثال: تلك الخاصّة بعولمة الثقافة أو العولمة الثقافية، أو عولمة البحث العلمي، أو الكَوْنَنة التي هي العولمة الأخلاقية.