تضمّ الكواكب المهاجية أو الشَّروات، أو الكواكب الشَّرَوية: المشتري، وزحل، وهذان الكوكبان معروفان منذ العصور القديمة، خُشَف، اكتشفه ويليام هيرشل William Herschel (1738-1822)، في عام 1781م، وطُمَس، اكتشفه يوهان غال Johann Galle (1812-1910)، في عام 1846م. تتميز هذه الكواكب بأغلفة ذات حجم كبير (318 مرة أكبر من الأرض، لكوكب المشتري) وكثافة منخفضة نسبيا. ساعدت المهمات الفضائية المتتالية من مركبتين فضائيتين لناسا، فويجر 1 و فويجر 2، سنة 1977م، على فهم أصل هذه الكواكب العملاقة بشكل أفضل. إنّ الكتلة الهائلة للمشتري وزحل وبالتالي قوة الثقالة جعلت من الممكن أن يلتقطا مئة جسم كوكبي والتي تشكل لهما اليوم موكبا من الهيسان.
كوكب المشتري له تكوين مشابه لما عند الشمس (الهُبان والهُفات)، ولكن نظرا لعدم وصوله إلى كتلة كبيرة بما يكفي لاستثارة تفاعلات نووية حرارية في مركزه، فإنه يعتبر لذلك شمسا مُضاعة. عُرف منذ زمن غاليلي (1564-1642) بشرائطه من السحب الملونة، المكوّنة من الزنيج (الأمونيا) ومن عين حمراء ضخمة تتوضع في النُّصْكُرة الجنوبية، والتي تمثّل منطقة إنْكاس (إعصار عكسي) anticyclone استوائي ضخم يبلغ قطره ثلاثة أضعاف قطر الأرض. المشتري، كزحل، لديه حلقات غير واضحة من الحطام، وموكب من 50 هاسا، أشهرها: رَسَخان io، ودَنَوان europa. يتميّز رسخان بسطح ذي ألوان زاهية شبيه بالصليقة (البيتزا) وبنشاط بركاني قوي هو الأكثر بين جميع الأجرام الأخرى في النظام الشمسي. سطح دنوان، المكوّن من الجليد، هو الأكثر نعومة بين كلّ أجرام النظام الشمسي. على الرغم من أن حرورته القصوى هي -150مْ، فمن المفترض أن تحت الجليد يوجد محيط سائل، على عمق يتراوح بين 50 و90 إقاس. تأتي الطاقة الحرارية التي تحافظ على سيولة هذا المحيط، من الجَرْمدة (الجزر والمدّ) الناتجة عن تجانف excentricité المدار. قد يجعل وجود الماء السائل دَنَوان موطنا مناسبا لاحتضان الحياة، وقد اقترح العلماء الأمريكيون بعثات خارجية لاستكشاف أعماق هذا الهاس.
يحتوي زحل على نظام رائع من الحلقات، التي تتكوّن أساسا من جزيئات الجليد والغبار. لديها العديد من الهيسان، تم تأكيد 53 هاسا منها وتسميتها. أكبرها، كَسَوان titan، أكبر من كوكب عطارد. له سُكاك (غلاف جوي) كبير يزيد بُصْره عن 200 إقاس، ويتكون من 98,4% زُعات، والباقي 1,6% عبارة عن مُهاج «الميثان» وأولاث من أمهجة أخرى مثل: الأسْهان (الهيدروكربونات). يمكن أن يكون تكوين سُكاك كسوان مشابها لتكوين سكاك الأرض في وقت مبكر، حيث كان من الممكن أن تتشكل الخلايا الحِياوية الأولى وتتكاثر. اُستكشف سطح كسوان بواسطة المسبار الأمريكي Huygens مع اكتشاف الأنهار المليئة بالأسهان والبراكين الجليدية، أي البراكين التي تنفث الجليد والزنيج عوض المُهْل. يُعد خُشَف وطُمَس أقل الكواكب شهرة، نظرا لبعدهما الكبير عن الشمس. يبدو أن خُشف يظهر اختلافات موسمية في سُكاكه، وله 13 حلقة. يحتوي طُمس أيضا على حلقات إلاّ أنها غير واضحة، وسُكاكه أكثر اضطرابا، مع وجود بقعة مظلمة كبيرة تشبه بقعة المشتري الحمراء.