معجم المصطلحات الكبير
كَوْكَب تُرْبي
الحتاكة

الكواكب التربية أو الداخلية هي الأقرب إلى الشمس، وهي أربعة أجرام: عُطارد، والزُّهَرَة، والأرض، والمريخ. تتميز بحجم صغير وكثافة عالية نسبيا (من 3,9 للمريخ إلى 5,5 للأرض). تشكّل هذه الكواكب الأربعة مجتمعة 0,005% من كتلة الشمس. تمتلك ثلاثة منها سُكاكا باستثناء عطارد. ويُعتبر سكاكها من النوع الثانوي، لأنّه نشأ بعد تراكم مكوّناتها. تشكلت هذه الكواكب في الواقع بالقرب من الشمس، وبالتالي في منطقة خالية من المُهاج والماء، فقد كُسِحت هذه الموادّ خارج النظام الشمسي، أبعد من حدّ الجليد limite des glaces. يوجد خليط من المذنبات، والكُسُف الغنية بالماء والسخام، بين مداري المشتري وزحل، وهذا هو الذي من المفترض أنّه قد جلب العناصر الضرورية التي كوّنت سُكاك الأرض ومحيطاتها، يشار إلى هذه النظرية عادة باسم «السَّبْرقة الأخيرة» late veneer.

تخللت فترة التسعينيات من القرن الميلادي الماضي، والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، سلسلة من المهمّات الفضائية الأمريكية والأوروبية، التي سلّطت الضوء على أصل الكواكب وتطورها، لا سيّما الكواكب التُّربية، في سنة 2003م «مارس إكسبرس» Mars Express، (وكالة الفضاء الأوروبية)، في سنة 2003م استكشاف المريخ «روفرز» Rovers، ثمّ مركبة استكشاف المريخ التابعة لناسا. أمكن من خلالها تصوير كلّ سطح الكوكب الأحمر بدقة عالية جدّا، وإجراء التحليلات الكيميائية لصخوره. من بين أعظم الاكتشافات، وجود قَلَسة جليدية في كلّ قطب من قطبيه، وكذلك، وجود الأملاح وأذراب الحديد على سطحه، يشير هذا إلى الوجود السابق للماء السائل على سطح المريخ. كشفت الصور عن شبكات مائية قديمة، وتدفقات لحمم بركانية جديدة تشهد على نشاط بركاني أخير (بضع عشرات الأبلاف من السنين).

اخترقت «رادارات» المركبات الفضائية المُوجّهة إلى كوكب الزهرة سحبها الكثيفة من بخار الماء وثاني ذَرَب السُّخام. كما سلطت الضوء على النشاط البركاني والرِّهاصي المكثف الذي يشير إلى أن الصفائح الرهاصية ليست حكرا على الأرض فقط. أخيرًا، أعطت بعثة «NASA Messenger» الأخيرة إلى عُطارد نتائج مذهلة، لم يكن عطارد كوكبا ميّتا بسيطا مغطى بالحفر، بل كان له نشاط رِهاصي وبركاني كبير في الماضي. كانت الزهرة والأرض والمريخ في البداية ثلاثة كواكب لها الخصائص نفسها: أسكّة ثانوية مكوّنة من الزُّعات (ع2)، وثاني ذرب السخام (س.ك2)، ومحيطات من الماء السائل. لكن قرب كوكب الزهرة من الشمس أدّى إلى تبخّر مياه محيطاتها في السُّكاك، مما نجم عنه احتباس حراري كبير، لدرجة أن الحرورة على سطحها بلغت 462مْ. توقّفت مِمْراة dynamo المريخ الداخلية زهاء 3,8 جِسان، حسبما يتضح من قياسات النَّوْدلة (المغنطة) القديمة على تضاريس المريخ. من دون هذا الدرع المِندالي (المغناطيسي)، فإنّ ماء المحيطات ربّما يكون قد تفكّك عن طريق الأشعة الفوخزية (فوق البنفسجية)، وربما قُضي أيضا على الحياة التي ظهرت على سطحه، بواسطة الأشعة الجيمية. لم يستفد من الشمس إلاّ الأرض، فقد توضّعت على مسافة مناسبة من نجمها، بحُرورات معتدلة، وثقالة كافية للاحتفاظ بسُكاكها ومحيطاتها، ونشاطها الرهاصي الكثيف. لذلك كانت الأرض في موقع جيّد في المنطقة الصالحة للسكن من النظام الشمسي، أي في منطقة من الفضاء حيث الظروف مواتية لظهور الحياة. الشرط الأساسي لصلاحية الحياة هو أن يكون الماء في طور سائل على سطح الكوكب، والماء مذيب لا يمكن أن تستغني عنه الكائنات الحيّة.

تعليق

الكواكب التُّرْبية، نسبة إلى التربة، لأنّها كواكب صخرية يحتوي سطحها على اللَّفاء. المِمْراة dynamo، جهاز توليد التيّار الكهربي، يحوّل الطاقة القينيائية إلى طاقة كهربية، ويوفّرها على شكل تيّار مستمر، ويُعتقد أنّ المجال المِنْدالي للأرض ينشأ من تحرّك نُوايتها الفلزية التي تعمل كعمل الممراة.

مترادف

كَوْكَب داخلي

مصطلح قريب

لغة كلزية

terrestrial planet
inner planet
لغة فرنسية

planète tellurique
مراجع

  • Notions de géologie, Bruno Landry et all. Modulo, 4e éd. 2013. Montréal (Québec), Canada