الكَوْنَنَة، فرع من فروع الخِلاقة ethics، تُعْزى إلى الأديان التي تتسامح مع الطوائف الأخرى، والتي تسعى إلى الحصول على قاعدة مشتركة وليس نقاط الاختلاف، لذلك تعتبر الكوننة عقيدة تستند إلى الإيمان بأن النجاة يوم القيامة سينالها الجميع، فالكوننة المسيحية تؤكّد على أنّ مصير الفرد ليس محدّدا عند الموت، بل إنّ المسيح سيخلّص البشرية كلّها، وهذا المفهوم حديث في المسيحية، لأنّ هذه الفكرة لم تكن أبدا جزءًا من تاريخ المسيحية وعقديتها على الرغم من ازدياد شعبيتها اليوم، فالكوننيون المسيحيون يركّزون على التأويل الذي تعتبر فيه محبّة الله لخلقه عقيدة مركزية. وقد تشير أيضا إلى العالمية الأخلاقية والتي هي متناقضة مع النِّسْبانية relativism، تفترض وجود مجموعة واحدة من المعايير الأخلاقية التي تنطبق على جميع المجتمعات، فمفهوم الكوننة يعني أنه من الممكن تطبيق معايير أو قيم أو مفاهيم معمّمة على جميع الناس والثقافات، بغض النظر عن السياقات التي تقع فيها. قد تتضمن هذه المعايير التركيز على احتياجات الإنسان أو حقوقه أو العمليات الحِياوية والنفسية استنادا إلى منظور أن جميع الناس من حيث المبدأ متساوون، ولديهم حقوق غير قابلة للتصرف بما في ذلك الحياة، والحرية، والأمن. على سبيل المثال، يؤكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في ديسمبر 1948م على حقوق مختلفة لجميع الناس، مثل: الزواج، وحقّ التملّك، والحصول على حماية متساوية بموجب القانون، وذلك بغضّ النظر عن الثقافة، أو العرق، أو الجَناثة، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الآراء السياسية، أو القومية، أو أي وضع آخر.