تتلخّص نظرية تأثيرات وسائل الإعلام المحدودة في أنّ المعلومات تنتقل على مرحلتين، من وسائل الإعلام إلى قادة الرأي، ومن قادة الرأي إلى أفراد آخرين، وعدد كبير من الأفراد يغيّرون من آرائهم نتيجة لتأثير الأشخاص عليهم وليس لتأثير وسائل الإعلام، وأوضحت دراسات «بول لازار سفيلد،» و«برنارد»، و«هازل غوديت» سنة 1940م أنّ ناقلي المعلومات من وسائل الإعلام يمكن أن يؤثّروا على مواقِف مستقبلي هذه المعلومات وقراراتهم، كما أوضحت أنّ الناخبين يتأثّرون بأصدقائهم أكثر من تأثّرهم بوسائل الإعلام في عملية الإدلاء بالأصوات، لأنّها عملية جماعية يتأثّر فيها الفرد بآراء جماعته الأوّلية بدرجة واضحة. وممّا ساهم في إسقاط نظرية الرصاصة الإعلامية تطوير نظرية التصنيف في علم الاجتماع وإمكانية تصنيف المجتمع إلى فئات مختلفة يدخل في حسابها عدد من المتغيّرات، ثمّ ما لبثت أن تطوّرت فرضية انتقال المعلومات على مرحلتين إلى انتقال المعلومات على مراحِل متعدِّدة، يقول البعض «بيتز» إنّه بالإضافة إلى الاتصال غير المباشر الذي يتلقّاه الأفراد عبر تدفّق خطوتين أو عدّة خطوات، ربّما يتوجّهون إلى البَلَغ مباشرة إمّا للحصول على مزيد من المعلومات وإمّا لتعزيز رأي قُدّم إليهم من أحد قادة الرأي أو لتكوين آراء خاصّة. وأهمّ ما جاءت به هذه النظرية هو مصطلح قادة الرأي، وبيّنت أن لهؤلاء القادة تأثيرا كبيرا على باقي الأفراد لصعوبة تفاديهم، وسهولة الاقتناع بآراء أناسي معروفين أكثر من آخرين لا يُعْرَفُون.