الضبخان عبارة عن خليط من الضباب والدخان وبعض الأمهجة الأخرى، أهمّها الجُثار. يبدأ تكوّنه عادة باتحاد المواد السَّهَنية (الهيدروكربونية) مع أذراب الزعات والكثار، ينتج عنه عدد من الأمهجة التي تتّحد مع الضباب فتصير ضبابا أسود اللون يكوّن طبقة قريبة من سطح الأرض. يشيع الضبخان في بعض الأجزاء من العالم، يتصاعد من أعمال الآجرّ، ومن المصاهر والأفران الوسخة، ومن محطّات توليد الطاقة التي تستعمل فُحاما يحتوي على نسبة عالية من الكبريت والرماد، ومن نيران حرائق الغابات، ومن حرق الأخشاب والأعشاب والبَجَل، والأبلاف من قطع الخشب، والمراجل، والأفران. سبّب حرق الفحام بكمّيات كبيرة ضمخانا شبيها بما حدث في أنكلترا حتّى خمسينيات القرن العشرين. ينتج الضبخان اليوم من انبعاثات عوادم السيّارات ومن المصانع وأفران صهر المعادن، وتعتبر آلات الاحتراق الداخلي من أهمّ أسباب هذه الظاهرة في الدول الصناعية، فهي تضيف إلى السُّكاك الأسهان، وأذراب الزعات، وملوّثات أخرى كثيرة، تتضمّن كمّيات متفاوتة من الجثار، وثنائي ذرب الكبريت، وذَفَف الهُبان hydrogen cyanide، ومشتقّات الأسهان التي تكوّنت بالتذرّب الجزئي. يتذرّب ثنائي ذرب الكبريت في السكّاك بواسطة الكثار ليعطي ثلاثي ذرب الكبريت الذي ينتج عنه بدوره حمض الكَوْبار في وجود الرطوبة. يتكوّن الضبخان الكيضيائي photochemical smog من الملوّثات السهنية وأذراب الزعات التي تتفاعل فيما بينها بتأثير أشعّة الشمس فتُعطي في النهاية ملوّثات، مثل: مُهاج الجُثار. يثير هذا النوع من الضبخان الأغشية الحسّاسة عند الإنسان، ويدمّر النبات.
لا يُعزى تكوّن الضبحان إلى السيّارات فقط، بل في بعض المناطق من العالم تُستعمل السارات (الدرّاجات النارية) في التنقّل، وهي مركبات فردية لراكب واحد، ففي مدينة كانو الإفريقية في نيجيريا على سبيل المثال، يصل عدد السَّارات التي تعمل في أوقات الازدحام إلى بَلْفَين سارة، وكلّها تستعمل وقودا رديئا وغير نقي، وقد تنتج العوادم كمّيات كبيرة من الملوّثات تعادل ما تنتجه ستّة أبلاف سيّارة، وهذا ما جعل مدينة كانو تعاني أسوأ مشكلات الضبخان في إفريقيا. حوادث الضبخان كثيرة في العالم، ولكن بعض المدن اُشتهرت أكثر من غيرها بحدوثه، مثل طهران، وأثينا، وسان فرانسيسكو، وسيدني، والقاهرة، ومدن أخرى. في سنة 1999م تعرّضت مدينة القاهرة لسحابة دخانية وكذلك في سنة 2000م، والسبب يعود إلى الملوّثات والدخان، والأتربة المثارة، وحرق المخلّفات الزراعية لا سيما قش الأرز، ومخلّفات قصب السكر وسط الحقول القريبة من القاهرة، وحرق القمامة، حيث يتولّد في منطقة القاهرة الكبرى يوميا 12500 طن من القمامة، وفيها نحو 1,3 بَلْف مركبة تشكّل نحو 46% من إجمالي المركبات في مصر كلّها، وقد أدّت هذه العوامل والأسباب مجتمعة إلى حدوث الضبخان. يودّي الضبخان إلى ضعف مجال الرؤية، كما أنّ له تأثيرا سيئا جدّا على جسم الإنسان، حيث يتسبّب في الالتهابات الرئوية، وتهيّجا في العيون والالتهابات، ويقلّل من مناعة الجسم ومن قدرته على تحمّل الأمراض.