تعتبر الخطاطة في العالم الإسلامي وفي الصين، أهمّ بكثير من الرسم، بينما في العالم الغربي تأتي في المرتبة الثانية، ولأنّ أدوات الخطّاط في الصين هي نفسها أدواته المستعملة في الرسم، فقد جعل ذلك للخطاطة المكانة الأولى، واعتبر فنّ الرسم تابعا لها. الخِطاطة عند الصينيين نظام روحي يبتعد عن الكتابة ويؤكّد نفسه كشكل فنّي بحت. منذ القرن الرابع الميلادي سادت ثلاثة أنماط أساسية متميّزة: الأنماط اليابسة (كايشو) وشبه الليّنة (شينغشو) والليِّنة (كاوشو). وقد أصبحت الخطاطة أمرا شائعا في عهد أسرة «يُوان» Yuan، بعد ارتباطها الطويل بأبحاث علماء «وينرين» Wenren. إلى جانب الموسيقى والشعر، فالخِطاطة كانت جزءا لا يتجزّأ من منهج الرجل النبيل المتعلّم؛ فمن الشائع أن يُعطي الرجل أصدقاءه عيّنة من خطّ يده أثناء الاحتفال بأمر مهمّ، أو لشكرهم على كرم ضيافتهم. الخِطاطة الصينية كالرسم كلاهما يُعطي أشكالا مِثمالية لا حصر لها، حيث خُطّت الخَصاصين على أنماط متنوّعة، بدءا بالأشكال القديمة التي حملتها المزهريات اللَّبَكِية، وليس انتهاءً بالأنواع الحُرّة التي تذكّرنا برسومات «تْشان» Chan. استعمل الخطّاط الصيني المِثمال لإنجاز لاحاته، فهو عمود ينتهي بفليلة من شعر الحيوان، غالبا ما تكون من شعر الأرانب السوداء، وأحيانا تُتّخذ من شعر الماعز الأبيض، أو شعر ابن عرس الأصفر، وهذه الأنواع كلّها كانت شائعة في الصين منذ زمن بعيد، تشترك جميعا في المرونة والنعومة، هذه الميزة هي التي جعلت الخصاصين أكثر لينا وتعبيرا. يتناقص طول شعر الفليلة من الأجزاء الوسطى إلى الأجزاء الخارجية، وبهذه المثاميل المتنوّعة في أشكالها وأحجامها يتحدّد نوع الخطّ الذي سيسطّره الخطّاط. كان الحبر يصنع من السناج الأسود، وبقايا السخام الناتجة من النقص في حرق صمغ الصنوبر أو الزيت، والذي يخلط بالغراء ويضغط في قوالب، تحكّ هذه القوالب عند استعمالها بسطح خشن ثمّ تخلط حُكاكتها بالماء ويكتب بها.

خِصّين sinograph يدلّ على التنّين Lóng، كُتب بأنواع الخطوط الصينية الرئيسة: (1) الخطّ اللين، (2) الخطّ الشبيه باللين، (3) الخطّ القياسي.